هل يقل الحب بين الزوجين مع مرور الزمن وزيادة المسؤوليات؟ أم أنه يتحول ليأخذ أشكالاً جديدة وأعمق؟، خاصة مع قدوم الأطفال وتزايد الضغوط الحياتية، ولذلك نوضح في السطور التالية مدى تأثر العلاقة الزوجية بإنجاب الأطفال، وكيف نحافظ على الحب بين الشريكين في ظل تحديات الحياة ومسئولياتها.
تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي بإحدى الجامعات الخاصة، أن إنجاب الأطفال يضيف بعدًا جديدًا للحياة الزوجية، ولكنه قد يؤثر على العلاقة بين الطرفين إذا لم يتم التعامل معه بحكمة، ومن المهم أن يتذكر الزوجان أن حبهما لبعضهما البعض هو الأساس الذي يبني عليه الأسرة، وأن على كل منهما أن يبذل جهدًا للحفاظ على هذا الحب، وذلك لأنه ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو رباط قوي يبنى على الاحترام والتقدير والثقة المتبادلة، ومع مرور الوقت، قد تتغير مظاهر هذا الحب، لكن جوهره يبقى ثابتًا، فبدلاً من الورود والهدايا الرومانسية التي كانت تشغل حيزًا كبيرًا في بداية العلاقة، يأتي الحب في صورة دعم متبادل، وتفهم لظروف كل طرف، ورعاية للأبناء، وبناء حياة مشتركة سعيدة.
وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي أنه هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي لتراجع المشاعر بعد الزواج، والتي يمكن إجمالها في الآتي:
- تكرار الأفعال اليومية إلى الملل والروتين، مما يقلل من الشغف والحماس في العلاقة.
- كثرة الضغوط الحياتية والمسؤوليات المتزايدة، سواء كانت مالية أو اجتماعية، قد تزيد من التوتر والقلق، مما يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية.
- قلة التواصل، وانشغال كل طرف بمسؤولياته قد يقلل من وقت التواصل الفعال بين الزوجين، مما يؤدي إلى سوء الفهم والبعد العاطفي.
- قد يتجاهل بعض الأزواج اهتمامهم بالمظهر الخارجي بعد الزواج وإنجاب الأطفال، مما يؤثر على جاذبيتهم في نظر الشريك.
ونصحت العوضي الأزواج بضرورة الاهتمام بالحفاظ على شرارة الحب بينهما، في ظل تعدد المسئوليات والضغوط الحياتية، عن طريق:
- التواصل المستمر وتخصيص وقتًا يوميًا للتحدث مع شريك حياتك، والاستماع لبعضكما البعض بانتباه.
- تجديد الرومانسية ومحاولة إدخال بعض التغييرات على روتينكما اليومي، وقوما بأنشطة مشتركة ممتعة.
- لا تبخلوا على بعضكما البعض بكلمات الشكر والتقدير على الجهود التي يبذلها كل طرف.
- تجنبا الصراخ والاتهامات، وحاولا حل المشكلات بطريقة هادئة وبعيدة عن العصبية.
- حافظا على أناقتكما واهتما بصحتهما البدنية والنفسية.
- خصصا وقتًا للاستمتاع بصحبة بعضكما البعض بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.
- يجب على الزوجين تقاسم مسؤوليات رعاية الأطفال، حتى يشعرا بالتساوي في العبء.