أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، أمسية ثقافية بعنوان "دور المرأة في الحفاظ على التراث"، تحت رعاية أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ضمن فعاليات الملتقى السابع عشر لثقافة وفنون المرأة والفتاة، بمشروع "أهل مصر"، المنعقد بمحافظة الإسكندرية.
تناولت دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، مفهوم التراث وأنه من العادات والتقاليد والأفكار والمفاهيم المتوارثة وانتقالها من جيل إلي جيل آخر، وأن مصطلح "الهوية الثقافية" هو تعدد الثقافات وتنوعها، ويتضح ذلك من خلال المحافظات المشاركة بفعاليات الملتقى فكل منها يحمل هويته الثقافية مثل البدو والحضر والنوبة والصعيد.
وأوضحت أن مصر غنية بتراثها الثقافي المتنوع، وينقسم إلي تراث مادي وتراث غير مادي، فالأول: كل ما هو ملموس مثل المعالم الأثرية والمتاحف، وغير المادي يأتي في التراث الشفوي الذي ينقل من خلال الكلام، بجانب عادات الطعام والملبس والعادات والتقاليد والأفكار والأمثال الشعبية، واختتمت حديثها مؤكدة على أهمية الحفاظ علي التراث الثقافي والعادات والتقاليد.
مداخلات من المشاركات استعرضوا خلالها عاداتهم وتقاليدهم
أقيمت بالأمسية مداخلات من المشاركات الملتقى، استعرضوا خلالها عاداتهم وتقاليدهم في اللغة والملابس وعادات الزواج والأفراح، وواستعرضت آية يحيى من شمال سيناء ألوان الزي البدوي، الشهير بتطريزه السيناوي، وأضحت اختلاف الألوان في كل مرحلة عمرية عن الأخري، بجانب الأغاني السيناوية التراثية.
أكدت أميرة محمود من حلايب تشتهر المنطقة بجبل علبة، واستخدمت بعض المصطلحات الشهيرة بالمحافظة، أما الوادي الجديد أشارت إسراء سمير أنها تنقسم إلى عدة مراكز الداخلة والخارجة وباريس وكل منها له لهجة مختلفة عن الأخرى، فهي محافظة كبيرة جدا، وعدد قليل من السكان، وتشتهر بالبلح والنخيل.
استعرض الفتيات من جنوب سيناء الزي البدوي السيناوي والذي يختلف من مدينة لأخرى داخل المحافظة، وتحدثت مدينة مصطفى من شلاتين يسمى الزي التراثي لديهم بـ "التوب" الملفوف حول الجسم ومتعدد الألوان.
تنوع ورش الملتقى
استمرت أعمال ورش الحرف اليدوية والتراثية والورش الثقافية والفنية المتنوعة لفتيات وسيدات الملتقى، تحدثت تقى فتحي من شمال سيناء: "أنها تحمست للاشتراك بالورشة لرغبتها في تعلم فن الإكسسوار ومعرفة كيفية إتقانه، كما أشارت إسراء سمير من الوادي الجديد أنها تعرفت على أنواع الخرز الملون واستخدام الخيوط"، وذلك، وفي ورشة الإكسسوار للمدربة سارة أبو صالحة.
أوضحت نعمة حميد من جنوب سيناء، في ورشة الخيامية للمدرب عماد عاشور: "أنها لم تمارس فن الخيامية قبل ذلك، وتعرفت على القماش المستخدم واختيار الألوان ونسجها من خلال الغرزة السحرية".
أشارت فاتن عرفة من أسوان عن ورشة السجاد اليدوي للمدرب بيومي فوزي، أنها تريد تعلم فن النول والسجاد اليدوي، معرفة كيفية تجانس الخيوط واختيار الألوان المناسبة، وقالت حبيبة إبراهيم من مطروح، تعلمت أنواع الغرز المختلفة ومنها الغرزة المغلقة، وكيفية إنهاء السطر، من خلال عدة تدريبات عملية.
ورش كتابة أدبية وتمثيل وغناء
تحدث الكاتب وحيد مهدي، في ورشة القصة القصيرة، عن مصادر أفكار كتابة القصة من خلال الحياة اليومية، أو الحياة الشخصية أو مواقف طارئة يتم التعرض لها، وقالت هاجر محمود من مطروح: "إن لديها مبادئ الكتابة، وشاركت في الورشة لمعرفة الكثير عن كيفية كتابة القصص ومراحلها".
تقيم الإدارة العامة لثقافة المرأة، فعاليات الملتقى، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة الإسكندرية، برئاسة عزت عطوان، كما يستضيف الملتقى 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية شمال وجنوب سيناء، أسوان، البحر الأحمر "الشلاتين وأبو رماد وحلايب، الوادي الجديد، مطروح بالإضافة إلى عدد من الفتيات من محافظة القاهرة، وجمعية "أصداء" للصم والبكم.
ينظم الملتقى طوال فترة إقامته، عدة لقاءات توعوية وتثقيفية، حول عدد من القضايا المتنوعة، بالإضافة إلى الورش والعروض الفنية، وفقرات اكتشاف المواهب، والأنشطة التفاعلية بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة، ولقاء مفتوحًا مع نائب رئيس الهيئة، ورئيس اللجنة التنفيذية المشروع أهل مصر، وورش حكي عن العادات والتقاليد بالمحافظات الحدودية، وأمسيات ثقافية حول دور المرأة في الحفاظ على التراث، وزيارات ميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية بالمحافظة منها المتحف القومي، حديقة أنطونيادس، والمتحف اليوناني الروماني، بجانب زيارة إلى مدينة العلمين الجديدة.
يُعد مشروع "أهل مصر" من أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وغرس قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.