الإثنين 12 اغسطس 2024

مفاوضات "الفرصة الأخيرة".. هل تفلح جهود الوسطاء في وقف إطلاق النار بـ غزة؟ خبراء يجيبون| خاص

مظاهرات تطالب بوقف الحرب

تحقيقات10-8-2024 | 19:06

محمود غانم

حظيت المبادرة المصرية القطرية الأمريكية، التي دعت إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بدعم واسع على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك في ظل دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الـ11 على التوالي.

واستجابة لذلك، قررت "تل أبيب" أنها ستبعث وفدها المفاوض في الـ15 أغسطس الجاري، لاستكمال تفاصيل اتفاق تبادل الأسرى في غزة مع حركة حماس.

ويُوصف مسار المفاوضات المرتقب داخل "تل أبيب" بأنه "الفرصة الأخيرة"، حسبما أوردت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات، الذي أكد على أن بلاده ستطالب لأول مرة السيطرة على محور فيلادلفيا، والتأكيد على غياب حماس في معبر رفح، إضافة إلى المطالبة بزيادة عدد الرهائن الأحياء الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم إلى الحد الأقصى.

كما تريد الاحتفاظ بالحق في اتخاذ القرار بشأن الأسرى المدرجين ضمن الفئة الإنسانية، وبالحق في طرد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في إطار الصفقة خارج القطاع، وفقًا للمصدر ذاته.

وفي غضون ذلك، أكد متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، على أن أطراف وقف إطلاق النار في غزة سيجتمعون الخميس المقبل إما في الدوحة أو القاهرة.

وأوضح كيربي، أنه بعد البيان المشترك من الوسطاء، أظهر الطرفان إرادة للاجتماع لإجراء محادثات في أقرب وقت ممكن، مشيرًا إلى أن إسرائيل أعلنت أنها سترسل وفدًا إلى المحادثات، فيما تعهد الجانب القطري بأن حركة حماس سترسل أيضًا وفدًا.

ويأمل أن يؤدي الاجتماع الذي سيعقد، وسط حضور أمريكي إلى نتائج مفيدة، ولا يريد أن يحدث أي شيء من شأنه أن يعطل الخطط التي ستجمع الجانبين معًا على الطاولة الخميس.

 لا يوجد سوى المفاوضات

ويرى الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن مسار المفاوضات هو المتاح على الطاولة الآن لنزع فتيل اتساع الحرب، والانخراط في مسار ربما يؤدي إلى إنهاء هذه الحرب.

ويستدرك في حديثه لـ"دار الهلال"، أنه حتى الآن لا يوجد تغيير لدى نتنياهو من الممكن التعويل عليه، لأنه حتى على المستوى الداخلي استعاد هو وحزبه "الليكود" صادرة الأحزاب، ويعزز نفسه بشكل مستمر، لذلك لا يعتقد أن يحصل تغيير كبير إلا إذا تحققت شروط نتنياهو.

ولا يريد المحلل السياسي الفلسطيني، تضخيم صعود السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، لأنه كان صاحب القرار في غزة، رغم وجود هنية في السابق على رأس الحركة، إلا أنه كان في الحقيقة لا يستطيع هو ولا أيًا من أعضاء المكتب السياسي فرض رأيهم على السنوار، لذلك أعتقد أن اختياره له أسباب كثيرة.

أولًا: أن حماس لا تستطيع إجراء انتخابات في الوقت الراهن، ثانيًا: لا يوجد أحد يقبل أن يصبح رئيسًا للمكتب السياسي في ظل الأوضاع الراهنة، بحسب مطاوع، الذي يعتقد أن اختيار السنوار يأتي بمعنى أنه من أدخل الحركة إلى تلك المرحلة وعليه إيجاد الحلول، برغم أن هناك تفسير يشير إلى أن اختياره معاندة لإسرائيل، لكنه يقدر أن الإسرائيليين لن يتأثروا كثيرًا، وذلك لأن السنوار بالنسبة لهم على رأس قائمة الاغتيالات.

ويؤكد على أن إسرائيل تريد هدنة بشروطها، بحيث لا تعطي بأي شكل من الأشكال مكسب لـ حماس، موضحًا أن نتنياهو يراهن الآن على مماطلة حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية، ومعرفة الفائز، وبناء عليه يأتي قراره، بمعنى إذا كان الفائز من الحزب الديمقراطي سيبدأ في إنهاء الحرب، أما إذا كان الفائز صديقه "ترامب"(المرشح الجمهوري)، فسيكمل مخططه بشكل كامل ولن يتأثر كثيرًا.

 

 تداعيات كثيرة تحيط بالمفاوضات

وفي رأي الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن المرحلة الحالية فيها تداعيات خطيرة، سواءً في ملف غزة أو على مستوى الصعيد الإقليمي، متسائلًا: هل ستلزم إسرائيل بالمفاوضات المرتقبة أم لا.

ويشير في حديثه لـ"دار الهلال"، إلى أن إسرائيل تتعمد عرقلة المفاوضات، بوضع مطالب جديدة غير التي تم التوافق عليها، ومن شأن ذلك أن يؤخر العملية التفاوضية، لأن تلك المطالب قد تكون غير مقبولة من الجانب الفلسطيني، وحتى بالنسبة إلى القرارات الدولية.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية، على أن إسرائيل مستمرة في هجمتها الشرسة على القطاع، وفي ارتكاب المذابح والجرائم، التي تخالف القانون الدولي، والالتزامات التي تكون موضوعة على سلطات الاحتلال في تعاملها مع المدنيين بالمناطق التي تحتلها.

ويتساءل: هل تتوافر لدى إسرائيل الإرادة للوصل إلى حل، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإنهاء هذه العملية بأكملها أم لا، معقبًا:"ذلك هو النقطة الرئيسية".

وبعد مبادرة الوسطاء التي لاقت ترحيبًا دوليًا، أقدمت إسرائيل على ارتكاب مجزرة بشعة، فجر اليوم، راح ضحيتها ما يزيد عن 100 شهيد، وذلك يدلل على أن إسرائيل لا تجد من يردعها، وفقًا لـ"بدر الدين"، الذي أضاف، إن الدعم الدولي المحيط بـ إسرائيل يدفعها إلى التمادي.

ويوضح أن الحكومة الإسرائيلية القائمة "يمنية متطرفة"، يجتمع فيها اليمين العلماني المتشدد، واليمين الديني المتشدد، مما يدفعها إلى اتخاذ مواقف شديدة التطرف، في التعامل مع الفلسطينيين أو حتى على الصعيد الخارجي، مؤكدًا على أنها تريد إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة.

ويختتم المنطقة تشهد العديد من التوترات بعد سلسة الاغتيالات التي نفذتها سلطات الاحتلال، والتي ضمت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء زياراته إلى طهران، وذلك ساهم في زيادة حدة التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، إذًا السؤال الآن.. هل يمثل ذلك ضغط على إسرائيل والقوة الدولية المؤيدة لها للوصول إلى وقف لإطلاق النار؟.