الثلاثاء 13 اغسطس 2024

عاشوا في إندونسيا.. مجموعة من البشر لا يتجاوز طولهم ثلاثة أقدام

طول عظمة الذراع التي أكتشفت في الحفريات

ثقافة11-8-2024 | 20:07

إسلام علي

عاش البشر الأوائل في جزيرة فلوريس بإندونسيا منذ نحو 60 ألف عام والذين لم يتجاوز طولهم ثلاثة أقدام أي ما يقارب 0.91 سم أو أقل، وعرفت هذه المجموعة من البشر بـ "هومو فلوريسينسيس" والملقبين بـ "الهوبيت" وكانوا أقصر من متوسط طول طفل في الرابعة من عمره اليوم.


تم تحليل الحفريات مؤخرة في تلك الجزيرة والتي أجابت على بعض التساؤلات حول شكل عظام الجسد، فقد وجد أصغر عظمة ذراع بشرية في السجل الأحفوري، وبدأت قصة هذه الجماعة من الناس في عام 2003، وذلك عندما اكتشف العلماء هيكلا عظميا شبه مكتمل لأنثى في كهف ليانج بوا بجزيرة فلوريس، وقد قدروا عمره بحوالي 60 ألف عام، وكان طولها حوالي 3.5 قدم.

 وفي نفس الجزيرة ولكن في موقع آخر يسمى "ماتا مينج"، اكتشف الباحثون مجموعة من المومياوات، حيث قدروا عمر الأسنان وعظام الفك الجزئية بحوالي 700 ألف عام، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد طول الفرد الذي كانت تنتمي إليه.

ووفقا لما نقلته مجلة سميثسونيان، قال يوسوكي كايف، عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة طوكيو باليابان، أن الفرد الذي عاش قبل 700 ألف عام كان من الناحية الجسدية أقصر قليلا من الذي عاش قبل 60 ألف عام بحوالي 2.4 بوصة. 

وافترض العلماء أن الهوبيت قد انحدروا من نوع أكبر يسمى الإنسان المنتصب، والذي هاجر من جزيرة جاوة إلى فلوريس وذلك من مليون عام، لذلك تسأل العلماء عن سبب تضائل حجم الإنسان وكيف أصبح أقصر بالرغم من انحداره من أسلاف أكبر حجما. 

فيظل هذا اللغز محيرا، وربما يمثل الاختلاف الطبيعي في الحجم بين الجنسين أو التكيف مع التغيرات البيئية على الجزيرة بمرور الوقت، فقد يحتاج العلماء إلى العثور على حفريات تملأ الفجوة الزمنية بين العينات التي يبلغ عمرها 700 ألف عام وتلك التي يعود عمرها إلى 60 ألف عام.

وأثبتت الأبحاث بشكل قاطع أن هؤلاء البشر كانوا صغار الحجم جدا، وذلك بسبب العزلة على الجزر التي عاشوا فيها، فضلا عن التغيرات البيئية الكبيرة والتي تعرضت لها الجزيرة مما أثرت على حجم الأنواع والتي لها القدرة على تصغير الأنواع أو تكبيرها، كما هو الحال مع طائر الدودو الضخم وتنين كومودو. 

ولكن لا يوجد دليل قائطع حتى الأن يثبت بأن نوع "الهوبيت" قد انحدر من الإنسان المنتصف، فلم يتم العثور على أي حفريات للإنسان المنتصب على الجزيرة، لذلك يمكن القول بأن ذلك النوع قد نشأ من إنسان هابيليس، وهو نوع أفريقي صغير الحجم انتقل عبر آسيا حتى وصل إلى فلوريس.