الثلاثاء 13 اغسطس 2024

شعراء من ذهب.. خليل مطران شبيه ابن الرومي

خليل مطران

ثقافة13-8-2024 | 09:50

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

يُعد خليل مطران من أهم الرواد الذين دعوا إلى التجديد في الشعر والأدب العربي والخروج من طريقته التقليدية إلى شعر حديث يتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي، كما أطلق عليه من قبل حافظ إبراهيم وأحمد شوقي لقب "الأخطل"، وشبهه المنفلوطي "بابن الرومي".

ولد خليل مُطران في 1 يوليو 1872، في بعلبك بلبنان، حصل على تعليمه بالمدرسة البطريريكية ببيروت، درس البيان العربي على يد أساتذته الأخوان "خليل وإبراهيم اليازجي"، تأثر بأشعار فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا فساعده ذلك على تطور فكره ونبوغة الأدبي.
 هاجر خليل مطران إلى باريس ودرس هناك الأدب الغربي، ثم جاء إلى مصر، وانتقل من باريس إلى مصر، عمل محررًا بجريدة الأهرام واستمر بها عده سنوات، حتى أسس "المجلة المصرية" ومن بعدها أنشأ جريدة "الجوانب المصرية اليومية" فأهتم فيها على مناصره ودعم الزعيم مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية ضد الإحتلال، واستمر إصدرها لمدة أربع سنوات، كما قام بترجمة العديد من الكتب.

ترجم خليل مطران كتاب "الموجز في علم الاقتصاد" مع الشاعر حافظ إبراهيم، التي كلفته به وزارة المعارف المصرية، وفي عام 1908 وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء، كما ترجم مسرحيات شكسبير والكثير من الأعمال الأجنبية، وكان له دور كبير في النهوض بالمسرح القومي بمصر، والإرتقاء والتجديد في الشعر.

أتبع مطران  المدرسة الرومانسية  بسبب تأثره بالثقافته الفرنسية، فعلى الرغم من معاصرته في بداية شعره لشعراء عصره في أغراض الشعر من مدح ورثاء، فأهتم بالخيال، بينما أهتم أحمد شوقي بالموسيقى، وحافظ إبراهيم باللفظ الرنان.

تأثر العديد من شعراء جيله بمدرسته الرومانسية الجديدة مثل إبراهيم ناجي وأبو شادي وشعراء المهجر وغيرهم، أطلق عليه من قبل حافظ إبراهيم وأحمد شوقي لقب "الأخطل"، وشبهه المنفلوطي "بابن الرومي".

 كرمت الحكومة المصرية خليل مُطران، نظرًا لجهودة الأدبية، فنُظمت مهرجان حضر فيه جمع كبير من الأوساط الأدبية المعروفة ومنها: الأدباء والمفكرين ومن بينهم الأديب الكبير طه حسين، رحل خليل مُطران في 1 يونيو عام 1949، عن عمر يناهز 76 عامًا.