حذرت منظمة الهجرة الدولية من أن الوضع الإنساني في السودان وصل إلى نقطة اللاعودة بصورة كارثية.
وذكرت المنظمة، في بيان لها اليوم الثلاثاء، أن هذا التحذير يأتي في وقت تضاف فيه المجاعة والفيضانات إلى قائمة المخاطر التي يواجهها ملايين الأشخاص الذين يكافحون في مواجهة أكبر أزمة نزوح في العالم بعد 16 شهرا من الصراع الضاري.
وفي الأسبوع الماضي نوهت لجنة مراجعة المجاعة في مرحلة الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي، إلى تحقق شروط المجاعة في معسكر زمزم بالقرب من مدينة الفاشر في دارفور الشمالية، حيث يعيش نحو نصف مليون شخص في وضع نازحين. ويواجه المعسكر نقصا حادا في الغذاء انعكس في صورة ارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات. وتقريبا فإن كل النازحين الداخليين في السودان (97%) يتواجدون في أماكن تعاني من انعدام الأمن الغذائي بصورة حادة.
ووفقا لأخر الإحصاءات، فإن أعداد النازحين في تزايد مستمر، وصل إلى 7ر10 مليون شخص يبحثون عن مأوى داخل البلاد، والكثير منهم اضطر إلى النزوح أكثر من مرة. وجاءت الفيضانات لتفاقم من هذا الوضع وأدت لنزوح أكثر من 20 ألف شخص منذ شهر يونيو في 11 من إجمالي 18 ولاية في السودان. واجتاحت مياه الفيضانات البنية التحتية مما أعاق بصورة أكبر إيصال المساعدات الحيوية.
وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الهجرة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عثمان بلبيسي، من تفاقم هذه الظروف إذا ما تواصل الصراع ومعوقات إيصال المساعدات الإنسانية.. مضيفا أنه بدون استجابة فورية وقوية ومنسقة على المستوى الدولي، نخشى من وفاة عشرات الألاف من الأشخاص خلال الأشهر المقبلة.
ومن المتوقع أن يعاني 6ر25 مليون شخص خلال الشهور الثلاثة القادمة من نقص غذائي حاد بسبب استمرار الصراع ونضوب سبل البقاء على قيد الحياة.
وقالت الأمم المتحدة، إن 10.7 مليون شخص نزحوا داخليا في السودان، و2.3 مليون فروا عبر الحدود.
وفي هذا السياق، نقلت الوكالة عن مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحذيره من أن "عشرات الآلاف من الأطفال في السودان قد يواجهون خطر الموت خلال الأشهر المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة".
وفي ذات الوقت، أعلن المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أن المحادثات الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ 15 شهرًا بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، ستستأنف في جنيف الأسبوع الجاري، بدءًا من 14 أغسطس.
وأوضح بيرييلو أن "جميع الاتهامات المتعلقة بمخالفة القانون الإنساني الدولي سيتم بحثها خلال مفاوضات سويسرا، بما في ذلك تدفق المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية".