بدأ المعهد النرويجي لأبحاث التراث الثقافي في عام 2019 حفريات في منطقة بيسبيفيكا بأوسلو حيث لم يتم التنقيب هناك من قبل، مما يجعل الاكتشافات التي عثر عليها هناك ذات طبيعة خاصة، وتعد تلك المنطقة جزءا من ميناء أوسلو قبل عام 1624.
ووفقا لما نقله موقع sciencenorway، عثر علماء الآثار على بقايا قفاز في تلك المنطقة، وهو قفاز مصنوع من الحديد يعود إلى العصور الوسطى، وهو نادر للغاية، وذلك بسبب المادة التي صنع منها.
يقول هافارد هيجدال، عالم الآثار في المعهد الوطني للآثار في الكويت ومدير مشروع التنقيب، أنه في القرن السادس عشر، خلال عصر النهضة، كان الحديد يعاد استخدامه وتشكيله من جديد، لذا لم نجد الكثير من البقايا الحديدية في المدينة من العصور الوسطى.
وأضاف: أن هذا الاكتشاف مميز للغاية، فلم يكن من الممكن أن يترك مثل هذا القفاز باهظ الثمن في شوارع أوسلو في العصور الوسطى، الطريقة الوحيدة للعثور على أشياء مثل هذه هي أن تكون مدفونة أو مفقودة بطريقة ما، في قاع البحر وذلك كمثال، وبذلك لا يمكن لأي أحد أن يحصل عليها.
تم اكتشاف القفاز بواسطة جهاز كشف المعادن الذي استجاب لجزء صغير منه، بينما الجزء المتبقي كان عبارة عن بصمة من صفائح حديدية، كانت البصمة واضحة جدا لدرجة أن هيجدال استنتج أنها تعود لقفاز.
وعثر أيضا على أسلحة وآثار حربية أخرى في الميناء، مما يثير فرضية أن هناك ضوابط جمركية كانت موجودة في الميناء، ويعتقد هيجدال أن الأسلحة التي تم العثور عليها لم تنته في قاع البحر صدفة، حيث عثر على العديد من الخناجر والسيوف والفؤوس، مما يشير إلى أن هناك نظاما معينًا للتخلص منها.
وأضاف هيجدال أنه على الرغم من أن بعض الأشياء اكتشفت في حالة جيدة، إلا أن الحديد دُمر تمامًا، ولم يتبق منه سوى بصمات، كما عثر علماء الآثار على اكتشافات أخرى مروعة، مثل ذراع بشرية قد تم مضغها من قبل الكلاب، مما يثير التساؤلات حول مصدرها.
وبالنظر إلى وجود وثائق محدودة من العصور الوسطى في النرويج، فمن الصعب على علماء الآثار تكوين صورة واضحة لما قد حدث، ومع ذلك، يوضح هيجدال أن أحد الفرضيات تشير إلى أن القفاز قد يكون له علاقة بالعادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
واختتم هيجدال حديثه بالقول إن مصير القفاز في البحر لا يزال لغزا، حيث إنه من غير المرجح أن يكون قد فقد أثناء معركة، ويرى أن التفسير الأقرب هو أن شخصا ما فقده عن طريق الصدفة.