الجمعة 16 اغسطس 2024

المستوطنون أضرموا النيران بالمنازل والسيارات .. ماذا حدث في قرية "جيت" الفلسطينية؟

هجمات على الضفة الغربية

تحقيقات16-8-2024 | 10:35

محمود غانم

في حادثة تعود بالعالم إلى ظلمات العصور الوسطى، أقدم مستوطنون إسرائيليون بغطاء من جيش الاحتلال، مساء الخميس، على إضرام النار بمنازل وسيارات مملوكة لفلسطينيين خلال اقتحامهم، قرية "جيت" بقلقيلية شمالي الضفة الغربية، مما أثار موجة استهجان على صعيد واسع لتلك التصرفات.

وتزامنًا مع ذلك، قام المستوطنون الذين قدرت أعدادهم بنحو 100 شخص، بإطلاق الرصاص الحي تجاه السكان، كما رشقوا المنازل بالحجارة، مما أسفر عن ارتقاء شهيد فلسطيني، وتسجيل إصابة حرجة في الصدر لمواطن فلسطيني آخر برصاص مستوطنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال شهود عيان لـ وكالات الأنباء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي وفر الحماية للمستوطنين ومنع مركبات الدفاع المدني من دخول القرية.

وفي هذا الإطار، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني، إن قرابة 100 مستوطن اقتحموا قرية جيت، مشيرًا إلى أنهم أضرموا النار بـ4 منازل و6 سيارات مملوكة لفلسطينيين، فيما رشقوا السكان والممتلكات هناك بالحجارة والزجاجات الحارقة.

ووفقًا للمصدر ذاته، فقد انتهى الحدث دون اعتقالات، فيما أُصيب عدد من الفلسطينيين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه الجيش.

في حين زعم جيش الاحتلال أن قواته تدخلت وفرقت المقتحمين وأخرجتهم واعتقلت واحدًا منهم، مبينًا أنه فتح تحقيقًا بمشاركة الشاباك وقوات الأمن بشأن أنباء مقتل فلسطيني بالقرية.

 دعوات للإنتفاض

وعلى وقع ذلك، دعت حركة حماس، الفلسطينيين في الضفة الغربية للإنتفاض غضبًا بوجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لهجمات المستوطنين الإرهابية، على حد وصفها.

ورأت حماس أن هجوم المستوطنين الإجرامي على قرية "جيت" دليل قاطع على نهج الاحتلال الإرهابي ومخططاته، بحق الشعب الفلسطيني وأرضه بالضفة الغربية، الذي لن تزيده تلك الهجمات إلا تمسكًا بأرضه ومقدساته.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن هجوم نحو 100 من عصابات المستوطنين على قرية "جيت" شرقي محافظة قلقيلية، وإحراقهم منازل ومركبات للمواطنين يعد إعلان حرب على شعبنا بالضفة الغربية، وفق تعبيرها.

وتعتبر محاصرة الاحتلال للقرية أثناء الهجوم تذكير بمجازر عصابات شتيرن والأرجون والهاجانا الصهيونية التي ارتكبتها عام 1948، بحسب الجهاد الإسلامي، التي أضافت أن مشاركة جيش الاحتلال بحماية هذه الجرائم تثبت أن ما يجري تنفيذه هو خطة حكومية برعاية من وصفته بمجرم الحرب بنيامين نتنياهو، مطالبة الشعب الفلسطيني في كل قرية ومدينة بالضفة الغربية "بالاستمرار بالتصدي لعصابات المستوطنين لحماية أرضنا وأبنائنا".

دوليًا، أكد البيت الأبيض، على أن أعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون يهود ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، أمر غير مقبول، داعيًا السلطات الإسرائيلية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية جميع المجتمعات.

ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون هجماتهم على الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مما أسفر عن استشهاد 633 فلسطينيًا، وقرابة 5.400 جريح، بحسب المعطيات الفلسطينية.

وفي قطاع غزة، وصلت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 40005 شهيد، إضافة إلى إصابة 92.401 مصابًا، جلهم من النساء والأطفال، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ويعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التوجه مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الذي دخل شهر الـ11 على التوالي.