ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي تخفي تحتها الكثير من الأهوال التي لاقاها العديد من الفلسطينيين الذين راحوا ضحايا الصراع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري أن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية تشير إلى أن ما يقرب من 40,000 فلسطيني لقوا مصرعهم جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن هناك العديد من الضحايا ما زالوا في عداد المفقودين كما أن هناك العديد الآخرين محاصرين تحت الأنقاض لم يتسن العثور عليهم حتى الآن.
وأضاف التقرير أن البيانات الرسمية لم تشمل العديد ممن لقوا مصرعهم منذ بداية الحرب في غزة حيث أن جثث هؤلاء الضحايا تقع على عمق عدة أمتار تحت الأنقاض وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان على فرق الإنقاذ الوصول إليهم.
ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من عدم إدراج الكثير من ضحايا القصف الإسرائيلي، إلا أن الأرقام المعلنة للضحايا تمثل حوالي 2% من إجمالي تعداد السكان في غزة قبل الحرب أو أن هناك قتيل من بين كل 50 فلسطينيا.
ويشير التقرير في هذا السياق إلى تصريحات الدكتور مروان الحمص مدير إدارة المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية التي يقول فيها أن الأرقام المعلنة تشمل الضحايا الذين تمكنوا من العثور على جثثهم فقط، موضحا أن قطاع الصحة الفلسطيني بصدد اتخاذ إجراءات جديدة لإدراج المفقودين والمحاصرين تحت الأنقاض ضمن قوائم الضحايا.
وأضاف الحمص أنه يعتقد أن هناك ما يقرب من 10,000 ضحية مازالوا تحت أنقاض المباني المهدمة جراء القصف الجوي ولم تتمكن الأدوات التي لدى فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
وأشار الحمص إلى أن قوائم ضحايا القصف لم تشمل العديد من الفلسطينيين ممن لقوا مصرعهم لأسباب أخرى غير مباشرة مثل تفشي الأمراض والأوبئة والجوع وانهيار منظومة الرعاية الصحية، مضيفا إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة لحصر هؤلاء الضحايا فور انتهاء الحرب في قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن الحرب التي نشبت في قطاع غزة منذ مايقرب من 10 أشهر تسببت في عمليات نزوح جماعي بحثا عن ملاذات آمنة مما تسبب في زيادة معاناة الفلسطينيين الذين باتوا يعانون من التكدس في تلك المناطق بالإضافة إلى ندرة الماء والغذاء وعدم توافر مرافق الصرف الصحي المناسبة مما أدى إلى انتشار الأمراض.
وأشار التقرير في الختام إلى أنه مما فاقم من معاناة الفلسطينيين أن القصف شمل العديد من المستشفيات إلى جانب حصار عدد آخر من المستشفيات وحرمانها من الحصول على الأدوية والأدوات الطبية اللازمة بالإضافة إلى مقتل العديد من الأطباء وطواقم التمريض.