الخميس 21 نوفمبر 2024

زهراء أقبيق زوجة نزار قباني

17-8-2024 | 16:22

نعم لقد بكيته بحزن عميق وتذكرت ابننا توفيق فانا لم أكون بعيدة عنه رغم الانفصال فهو أول رجل في حياتي ويبقى الأخير...هكذا قالت زهراء أقبيق عن زوجها نزار قباني بعد رحيله ...فهي الزوجة الأولى التي بقيت في الظل...فعالم الشعر والسياسة لايعرفون إلا زوجته الثانية بلقيس الراوي ، أما أم توفيق وهدباء فقد تزوجها في ريعان الشباب ١٩٤٦ وهي قريبة والدته فايزة اقبيق وابنة النائب العام والقاضي محمد اقبيق في بلاد الشام...وتحكي الصحفية شكورة العظم عن لقاء لها مع نزار قباني ١٩٩٨ في دمشق وقد كان نجما في سماء الوطن العربي بعد أن كان  شعره فقط حديث طلاب الجامعات و المنتديات الثقافية فاذا  به يحصد جائزة أجمل القصائد العربية بعد أن تغنت له نجاة الصغيرة من لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب قصيدة "ايظن" ١٩٦٢ فأصبح حديث الشارع... وبعد انتهاء المقابلة الصحفية وضعت أوراقها إلى جانبها وسألته سؤال شخصي..لماذا لاتعود الى زهراء طالما أنك عازبا الأن؟ فرد أرجوك أنا لا أحب الخوض في هذا الأمر فهو يثير أعصابي فلم استغرق في التفاصيل...وبعد رحيل نزار تقول شكورة أنها ذهبت لتزور صديقتها زهراء في " الميسات"في دمشق لتعزيها في وفاة نزار وجلسا في ركن محبب لزهراء في بيتها...فهي صديقة لها وقد تكون صديقتها الوحيدة حيث كانت زهراء رفيقة أختها الكبرى "التي رحلت " في سنوات الدراسة وكانتا تستذكران دروسهما سويا...عندما كانت زهراء بالمريول الأسود والشعر الفاحم والبشرة الشمعية البيضاء والعينين العسليتان المائلتين إلى الخضرة ذات الطبع الهادئ والطول الممشوق  والضحكة البريئة...وبدأ حديث الذكريات بعد أن أحست أن نزار مازال حيا ويعيش في قلبها فتسأل ...لماذا كان الانفصال؟ ..فردت زهراء ...الغيرة...لقد كان نزار شابا جميلا ممشوق القوام دبلوماسي لطيف وله حظوة عند كثير من النساء وأنا لم أستطع التحمل ..تزوجنا ١٩٤٦ وانجبنا هدباء وتوفيق وعشنا أول ثلاث سنوات في القاهرة هي أجمل سنوات العمر وعندما عدنا إلى دمشق بدأت الخلافات وكان تدخل الأهل فيها يزيد النار تأججا..فانفصلنا ١٩٥٢ وعاش الأولاد بيني وبينه مابين دمشق وبيروت ومعظم الوقت معي حيث اسفاره بسبب عمله... فحصلت هدباء على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الأمريكية ببيروت ثم ماجستير في الأدب الحديث عن أحاديث الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه من جامعة لندن أما توفيق فقد فقدناه وهو في الثانية من كلية الطب بجامعة عين شمس ...وتحكي شكورة..أنها لم تلتق يوما بزهراء الا كان نزار هو القاسم المشترك في حديثهما وتقول كم تمنيت أن أكون بجواره في مرضه فهو الرجل الوحيد في حياتي..وظلت زهراء في الظل لاتوافق أن تظهر ولو بصورة..فقد أحبت أن تظل صورتها إلى جوار نزار وهي في عنفوان شبابها وجمالها هي التي تظل في خيال من يعرفها أو لايعرفها فهي الملهمة الأولى لنزار التي كتب فيها" قالت لي سمراء..طفولة نهد..أنت لي..سامبا" وهكذا في اللقاء الأخير رفضت أخذ صورة حديثة لها وفضلت نشر  صورتها القديمة التي أحبها عليها نزار وتنهي الحديث بأنني لم أكن يوما بعيدة عنه فبقى هو الأول والأخير.