الأحد 18 اغسطس 2024

دراسة حديثة توضح رد فعل شعب بومبي أثناء كارثة البركان

إحدى الهياكل العظمية المكتشفة

ثقافة18-8-2024 | 02:36

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار بقايا هياكل عظمية لرجل وامرأة لقيا حتفهما جراء ثوران بركان جبل فيزوف الشهير، الذي دمر مدينة بومبي منذ حوالي 2000 عام، وتوفر هذه الاكتشافات نظرة ثاقبة على اللحظات الأخيرة في حياة الأشخاص الذين حاولوا الهروب من تلك المدينة الرومانية القديمة أثناء حدوث هذه الكارثة.

 

كانت بوميي مدينة سياحية فاخرة تقع جنوب نابولي الحديثة، وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات من جبل فيزوف الذي ما زال يُعد بركانًا نشطًا حتى يومنا هذا.

وعند ثوران البركان في عام 79 بعد الميلاد، قدر العلماء أن بين 10,000 و20,000 شخص كانوا يقطنون المدينة في تلك السنة، وأن حوالي 2,000 شخص لقوا حتفهم نتيجة تدفق الحمم البركانية والغازات الساخنة والرماد خلال 20 دقيقة فقط، ونشرت تفاصيل الاكتشاف الأخير للضحيتين في مجلة "حفريات بومبي" الإلكترونية.


 

وفي السياق ذاته، أوضح غابرييل زوختريجل، عالم الآثار ومدير الحديقة الأثرية في بومبي، في مقطع فيديو، أن الاكتشاف يواجهنا بمعاناة الأشخاص الذين لقوا حتفهم، مشددًا على ضرورة التعامل مع هذه الأمور بحساسية ودقة.

 

عثر على الهياكل العظمية في غرفة صغيرة تبلغ مساحتها 2.8 × 3.5 مترًا، في منزل بدأت أعمال التنقيب فيه عام 2023، وعلى الرغم من المساحة المحدودة، كانت عملية التنقيب معقدة نظرًا لحساسية الهياكل العظمية والأشياء المكتشفة، ما تطلب دقة وحذرًا في الحفر.

 

كان الهيكل العظمي للمرأة مستلقيًا بالقرب من سرير، وحوله مجموعة من الكنوز، بما في ذلك عملات ذهبية وفضية وبرونزية، وزوج من الأقراط المصنوعة من الذهب واللؤلؤ.

وكما عثر على مفتاح قد يكون متصلًا بصندوق صغير قرب السرير،  مما يشير إلى محاولة المرأة استعادة مقتنياتها الثمينة قبل محاولتها الهرب، وأظهرت تحليلات العظام أنها كانت بين 35 و45 عامًا عند وفاتها.

 

أما الشاب الذي كان بين 15 و20 عامًا، فقد لقي حتفه بعد أن انهار عليه جدار في زاوية ضيقة من الغرفة، بجوار ما يُعتقد أنه مخرج، ولم تُعرف بعد العلاقة بين المرأة والرجل.

 

تم اكتشاف كرسي ثلاثي الأرجل وطاولة خشبية ذات سطح رخامي مليئة بالأدوات والمصابيح المصنوعة من الزجاج والبرونز والسيراميك، وبفضل تقنية صب الجص في تجاويف البقايا، تمكن العلماء من إعادة بناء الأثاث، مع الحفاظ على مواضعه الأصلية كما وُجدت في الرواسب البركانية.

 

وأشار علماء الآثار في دراستهم إلى أن هذه الاكتشافات تكشف عن إنسانية مشتركة من خلال قرارات الضحايا في البحث عن مأوى أو محاولة الفرار، أو أخذ بعض الأشياء وترك أخرى وراءهم، وأوضحوا أن الكارثة التي حلت بالقدماء كانت أكثر وحشية وغرابة مما نتصوره اليوم، نظرا لعدم معرفتهم بماهية البراكين أو الزلازل.

 

وتأتي هذه الحفريات كجزء من مشروع أكبر يهدف إلى كشف الموقع الأثري في بومبي، ومن المقرر أن تبدأ مشاريع جديدة خارج أسوار بومبي قريبًا، وفقًا لما أعلنته الحديقة الأثرية. تم اكتشاف العديد من الآثار في بومبي في السنوات الأخيرة، بما في ذلك هيكل عظمي لرجل حاول الهروب من ثوران فيزوف، ولوحة جدارية لوجبة طعام، ونقش يصف اجتماعًا.

 

وأكد زوختريجل أن هذه الاكتشافات ليست مجرد دراسة أثرية أو تاريخ فني، بل هي وسيلة لفهم المعاناة الإنسانية التي شهدتها بومبي، وذلك طبقا لما نقلته مجلة Live sceince.