يصادف اليوم الذكرى المئوية لميلاد الأديب أنيس منصور، الذي ولد في 18 أغسطس 1924، وهو أديبًا بارزًا وصحفيا مرموقًا، تميز بأسلوبه السلس والعميق على حد سواء، وترأس العديد من المجلات والصحف المهمة في سن صغيرة، واتبعت حياته العديد من الطقوس والعادات الغريبة أثناء الكتابة.
تعتبر العادات والطقوس التي يمارسها بعض الأدباء خلال الكتابة جزءًا مهمًا من عوالمهم الإبداعية، كثيرًا ما نسمع عن أدباء كبار يتبعون طقوسًا غريبة تحفز إلهامهم وتضمن تدفق أفكارهم، مثل الكتابة في أوقات محددة من اليوم أو ارتداء ملابس خاصة، فماذا كانت الطقوس والعادات التي كان يحافظ عليها الأديب أنيس منصور؟
كان أنيس منصور معروفًا بطقوسه الخاصة أثناء الكتابة، حيث كان يكتب فقط في الرابعة صباحًا ويتجنب الكتابة نهارًا، ومن عاداته الغريبة أنه كان يكتب حافي القدمين ويرتدي البيجاما، كما عُرف عنه أنه كان ينام ساعات قليلة فقط ويعاني دائمًا من الأرق، وكان يخشى الإصابة بنزلات البرد.
أنيس منصور
أنيس منصور أديب وصحفي مصري وُلد في 18 أغسطس 1924 في إحدى قرى محافظة الدقهلية، التي تقع في شرق دلتا النيل في مصر، حفظ القرآن كله في سن التاسعة لدى كتاب القرية، وشارك العديد من الحكايات عن تلك الفترة في كتابه «عاشوا في حياتي»، كما كان يحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي.
استكمل أنيس منصور دراسته الثانوية في مدينة المنصورة، حيث تميز بحصوله على المركز الأول بين كل طلبة مصر حينها، وكان ذلك استكمالاً لتفوقه في صغره، حيث اشتهر بالنباهة والتفكير المنطقي السليم.
التحق منصور بكلية الآداب في جامعة القاهرة بناءً على رغبته الشخصية، واختار قسم الفلسفة الذي تفوق فيه، وحصل على الليسانس في اآداب عام 1947، وعمل كأستاذ في القسم ذاته بجامعة عين شمس، حيث عمل مدرسا للفلسفة الحديثة من عام 1954 حتى عام 1963، وعاد للتدريس مرة أخرى عام 1975.
تفرغ أنيس منصور بعد ذلك للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم، وكرس جهده للإبداع الأدبي بجميع أشكاله، ظل فترة لا هم له إلا شراء الكتب ودراسة الفلسفة حتى حدثت له نقطة تحول مهمة في حياته، وهي حضوره لصالون عباس محمود العقاد، الذي مثّل له بوابة لعالم جديد لم يعهده من قبل، سجل هذه التجربة في كتابه «في صالون العقاد كانت لنا أيام» حيث قدم فيه مقضايا ومشاكل جيله وعذاباته وصراعاته وقلقه وخوفه وآرائه في مواجهة كبار المفكرين مثل: طه حسين، والعقاد، وتوفيق الحكيم، وسلامة موسى وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة في مصر في ذلك الوقت.
بدأ أنيس منصور مسيرته الصحفية في مؤسسة أخبار اليوم، إحدى أكبر المؤسسات الصحفية المصرية، حيث انضم إليها برفقة صديقه كامل الشناوي، وتعلم على يد مؤسسيها الأستاذين مصطفى وعلي أمين، بعد فترة قصيرة، انتقل إلى مؤسسة الأهرام الأهرام في مايو عام 1950 حتى عام 1952، ثم سافر إلى أوروبا مع كامل الشناوي.
تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، قد مكنه هذا من الاطلاع على ثقافات مختلفة، وترجمة عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات.