اكتشف علماء الآثار من المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ بالمكسيك لوحة تذكارية جديدة تعود لحضارة المايا في منطقة كوبا الأثرية بولاية كينتانا رو، وتحتوي اللوحة على نقوش هيروغليفية واسعة النطاق تصف تأسيس مدينة من مدن المايا.

 

وصرح دييغو برييتو هيرنانديز، رئيس المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ، للرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يوم الثلاثاء  الماضي، بأن هذا الاكتشاف يعد من "أهم الاكتشافات" التي توصل إليها المعهد خلال أعمال بناء مشروع قطار المايا.

 

يقع النصب التذكاري بالقرب من نوحوش مول، أعلى الأهرامات في شبه جزيرة يوكاتان، بارتفاع يزيد عن 11 مترًا ويحتوي على 123 نقشًا هيروغليفيًا منحوتة وموزعة.

 

ووفقًا للتحليل الأولي من المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ، يبدو أن هذه النقوش تصف تأسيس مستوطنة المايا في كيه ويتز نال "جبل الغزلان"  في 12 مايو عام 569 م.

 

تكشف النقوش أيضًا عن اسم حاكم لم يكن معروفًا من قبل، يدعى كاويل تشاك تشين، مما يسد فجوة في فهم علماء الآثار للتسلسل الأسري في كوبا.

 

تعد كوبا مدينة من مدن حضارة المايا القديمة في ولاية كينتانا رو، تحتوي على العديد من اللوحات الحجرية المنقوشة التي تسجل الحياة الاحتفالية والأحداث الهامة خلال الفترة الكلاسيكية المتأخرة "600-900" من حضارة المايا.

 

وأشار برييتو إلى أن اللوحة المكتشفة حديثًا تقدم فهمًا أعمق لنظرة المايا القديمة للعالم وممارساتهم الطقسية، فعلى سبيل المثال، أكدت اللوحة أن العديد من حكام المنطقة تبنوا اسم الإله كاويل، معتقدين أنه يمنحهم صفات الإله الحامي، المرتبطة بالظواهر الجوية والحصاد الوفير.

 

لترميم وحماية هذه اللوحة التي كانت مغطاة بالملح والأعشاب والتربة، قام علماء الآثار بحقنها بملاط الجير لتعزيز بنيتها الداخلية، والتي تطورت فيها ثقوب خارجية بسبب المياه الراكدة التي تجمعت خلال مواسم الأمطار، كما قام الباحثون بتسجيل النقوش الهيروغليفية بدقة عالية لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للوحة، مما سيساهم في مزيد من الدراسات.

 

وجدير بالذكر، أن أعمال بناء مشروع قطار المايا السياحي الذي يمر عبر ولايات تشياباس، تاباسكو، كامبيتشي، يوكاتان، وكينتانا رو الجنوبية، أسفرت في السنوات الأخيرة عن اكتشاف العديد من القطع الأثرية المايا القديمة، والتي وصفها برييتو بأنها "أعظم كنز أثري" تم اكتشافه خلال العقود الأخيرة.