الأربعاء 21 اغسطس 2024

فورين بوليسي تقدم قراءة تحليلية نحو سياسة أمريكية أكثر تواضعا

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي

عرب وعالم21-8-2024 | 00:33

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالا تحليليًا يعكس قراءة دقيقة لكتابين يقدمان المشورة لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، من أجل تبني نهج "أكثر تواضعًا" في السياسة الخارجية الأمريكية حال فوزها.

وذكرت المجلة الأمريكية الكتابين اللذين يستند عليهما هذا المقال وهما؛ "عالم مفتوح.. كيف يمكن لأمريكا الفوز في مُنافسة نظام القرن الحادي والعشرين"، بقلم نائبة مستشار كامالا هاريس للأمن القومي ريبيكا ليسنر ومديرة دائرة شرق آسيا وأوقيانوسيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي ميرا راب هوبر، و"خسارة اللعبة الطويلة.. الوعد الزائف لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط" بقلم مستشار هاريس للأمن القومي فيليب جوردون.

واستشهد المقال بالكتاب الأول مشيرا إلى أنه على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية، رددت هاريس بإخلاص خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتبنت إلى حد كبير ذات نظرة الهيمنة الأمريكية على العالم التي تبناها كل رئيس أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قالت هاريس في خطاب لها في عام 2023، مستشهدة بعبارة مفضلة لبايدن، "تظل أمريكا القوية أمرا لا غنى عنه للعالم".

غير أن المقال أوضح أن مكانة الولايات المتحدة الأمريكية قد تنخفض إلى وضع أكثر تواضعا إذا تم انتخاب هاريس رئيسة للبلاد في الانتخابات المقبلة، بناء على رؤية كبار مُستشاريها.

وسلط المقال الضوء على أهم النقاط الرئيسية التي يتناولها الكتّاب والمتمثلة في تقديم معالم رؤية جديدة للعالم، حيث تعترف واشنطن صراحةً بأخطائها السابقة وتخفض طموحاتها بشكل كبير، فبدلا من السعي للبقاء كقوة مهيمنة بلا منازع، يجب على الولايات المتحدة تقليص دورها العالمي بشكل جاد.

وأشار المقال إلى أن الوقت قد حان لأن تتخلى واشنطن عن الهدف "المُتسم بالمثالية" والمتمثل في تحويل العالم إلى صورة طبق الأصل منها، وهو الهدف الذي طالما كان النهج الأساسي للسياسة الأمريكية منذ الرؤساء؛ وودرو ويلسون وفرانكلين روزفلت وهاري ترومان.

فعوضا على ذلك، ينبغي أن يتركز الدور الأمريكي فقط على الحفاظ على نظام عالمي مفتوح يمكن أن تزدهر فيه الولايات المتحدة.

واقتبس المقال من كتاب ليسنر وهوبر: "مع تلاشي حالة القطب الأوحد، يجب أن تتلاشى معها أي أوهام حول قدرة الولايات المتحدة على صياغة النظام بشكل أحادي وعالمي وفقا لتفضيلاتها الليبرالية".

واختتم المقال أن هذا النهج الجديد يعني مزيدا من التكيف مع الأنظمة الاستبدادية وغير الليبرالية، والتخلي عن الحملات الأيديولوجية أو استراتيجيات الاحتواء، مُضيفًا أن كل ذلك يصب في صالح الحفاظ على المصلحة العملية المتمثلة في إبقاء التجارة مفتوحة وتعزيز التعاون في القضايا الحرجة مثل تغير المناخ والأوبئة المستقبلية ووضع إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي.