تتطلب تربية الأطفال الحفاظ على توازن دقيق بين التدريس والتوجيه وتوفير الرعاية لهم، في حين أن الانضباط عنصر أساسي في هذه العملية، إلا أن نمو الابن يمكن أن يتأثر بشكل كبير بالطريقة التي يتم تطبيقه بها، و يعد التوبيخ طريقة شائعة لتصحيح السلوك بسرعة، إلا أنه يمكن أن يكون له آثار ضارة طويلة الأمد على نمو الطفل، ولذلك نقدم في السطور التالية أهم أشكال العقاب الايجابية، والتي يمكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل، وفقاً لما نشر على موقع " times of india"...

بدلًا من إرسال الطفل إلى فترة راحة بسبب الغضب، اشرح له بهدوء سبب حاجته إلى أخذ قسط من الراحة، و على سبيل المثال، يمكنك أن تقولي له "أريدك أن تجلس هنا لبضع دقائق للتفكير فيما حدث للتو"، حيث يمنح هذا الطفل فرصة للتهدئة والتفكير في أفعاله في بيئة غير مهددة، ولقد وجدت الدراسات أن استخدام المهلة كلحظة للتفكير بدلاً من العقاب، يمكن أن يساعد الصغار على تعلم ضبط النفس وفهم عواقب أفعالهم.

إن تشجيع أطفالنا على شرح أفعالهم يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، فبدلًا من توبيخهم أو معاقبتهم على الفور، اسألهم: "هل يمكنك أن تخبرني بما حدث؟" أو "لماذا تعتقد أن هذه فكرة سيئة؟"، و لا يمنح هذا النهج الطفل فرصة للتعبير عن أفكاره ومشاعره فحسب، بل يساعده أيضًا على فهم تأثير أفعاله، فمن خلال مناقشة الموقف، فإنك تساعدي طفلك على تعلم تحمل المسؤولية عن أفعاله والتفكير في العواقب، و تبني هذه الطريقة إحساسًا بالمسؤولية وتشجع على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

أسلوب فعال آخر هو إشراك طفلك في حل المشكلات من خلال طرح السؤال التالي، "ماذا ستفعل في هذا الموقف؟"، حيث يشجعهم هذا السؤال على التفكير النقدي في طرق بديلة للتعامل مع المواقف المماثلة في المستقبل، وإنه يحول التركيز من الخطأ إلى إيجاد حل، والذي يمكن أن يكون أكثر تمكينًا وبناءً، كما إن إشراك الأبناء بهذه الطريقة يساعدهم على الشعور بالتحكم بشكل أكبر في سلوكهم ويعلمهم مهارات قيمة في حل المشكلات، كما يعزز فكرة أن الجميع يرتكبون الأخطاء، ولكن المهم هو كيف نتعلم وننمو منها.