هو أحد رواد أدب الخيال العلمي في العالم، أٍسهم في الأدب الحديث والفن المعاصر كأديب وكاتب سيناريو، كتب في مجالات متنوعة من الأدب، مثل الفانتازيا والخيال العلمي والرعب والغموض، وعند رحيله عن عالمنا في عام 2012، وصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ «الكاتب الأكثر مسؤولية عن إدخال الخيال العلمي الحديث إلى التيار الأدبي»، إنه الكاتب والروائي الأمريكي رايموند دوغلاس «راي برادبري‏» والذي نشهد ذكرى ميلاده  اليوم حيث  ولد في22 أغسطس 1920م.

 

 

الميلاد والنشأة 

 

ولد  رايموند دوجلاس برادبري،  في 22 أغسطس 1920، في ووكيجان، ولاية إلينوي الأمريكية والدته هي إستير وكان لقبها قبل الزواج «موبرج»، وهي مهاجرة سويدية، ووالده هو «ليونارد سبولديج برادبري»، وكان عاملًا في خطوط الطاقة والهاتف من أصل إنجليزي، وقد حصل على اسمه الأوسط «دوغلاس» تيمنًا بالممثل دوغلاس فيربانكس

 

 

كان« برادبري‏» محاطًا بعائلة كبيرة خلال طفولته المبكرة وسنوات نشأته في ووكيغان،  وقد قرأت له عمته القصص القصيرة حين كان طفلًا، وبنت هذه الفترة الأسس التي جعلته كاتبًا،  في الأعمال الخيالية لبرادبري، أصبحت ووكيغان في فترة العشرينيات من القرن الماضي «المدينة الخضراء»، إلينوي، وكان« برادبري‏»  قريبًا لباحث شكسبير الأمريكي دوغلاس سبولدينج ويرجع نسبه لـ ماري برادبري، التي حوكمت في إحدى محاكمات السحر في سالم عام 1692م.

 

 

 عاشق هوليود 

 

عاشت عائلة «برادبري‏»  في توكسون، ولاية أريزونا، خلال الفترات 1926-1927 م و 1932-1933 بينما كان والده يبحث عن عمل، وفي كل مرة كان يعود إلى ووكيغان،  واستقرت الأسرة في نهاية المطاف في لوس أنجلوس عام 1934مفي فترة الكساد الكبير، عندما كان «برادبري» يبلغ من العمر 14 عامًا، وكانت تمتلك العائلة  مبلغ 40 دولارًا أمريكيًا فقط حينذاك، والذي خصص للإيجار والطعام إلى أن وجد والده أخيرًا عملًا في صنع الأسلاك في شركة الكابلات مقابل 14 دولارًا في الأسبوع، لذا استطاعوا البقاء هناك، وجعل هذا«برادبري‏» العاشق لهوليوود، سعيدًا، وبعد أن ترك «برادبري» المدرسة عمل في بيع الصحف بالإضافة إلى التأليف في أوقات الفراغ.

 

مقابلة النجوم 

 

ارتاد «برادبري» مدرسة لوس أنجلوس الثانوية وكان نشطًا في نادي الدراما، وغالبًا ما كان يتزلج عبر هوليوود على أمل مقابلة المشاهير،  وكان من بين المبدعين والموهوبين الذين قابلهم برادبري رائد المؤثرات الخاصة «راي هاريهاوزن» ونجم الراديو جورج برنز. وكان أول أجر يتلقاه برادبري ككاتب، في سن الرابعة عشرة، لقاء نكتة باعها لجورج برنز ليستخدمها في برنامجه الإذاعي «برنز وألين»

 

أول قصة وبداية الرحلة

 

بدأ «برادبري»  ينشر مؤلفاته من مطلع أربعينات القرن العشرين، حيث نشر أول قصة له في سنة 1941م،  ومن مؤلفاته الشهيرة مجموعة التواريخ المريخية الصادرة في سنة 1947م، ثم رواية «فهرنهايت 451» في سنة 1953م التي منحته الشهرة العالمية.

 

تزوج«برادبري»   في سنة 1947م من مارغريت ماكلور (1922–2003)، وبقيا معًا حتى وفاتها، ولهما أربع بنات.

 

ألّف برادبري نحو 13 رواية وأكثر من 400 قصة قصيرة، وتحول بعضها إلى أفلام أو صور متحركة بالإضافة إلى العديد من المسرحيات والسيناريوهات لأفلام سينمائية وبرامج تلفزيونية

 

مؤلفات «برادبري» العالمية

 

ومن أشهر أعمال «برادبري» الرواية الديستوبية «فهرنهايت 451» كتبها عام 1953م، ومجموعاته من الخيال العلمي والرعب، والتواريخ المريخية 1950م،  و«الرجل المصور»  عام1951م، وأحتفي بإثارة الجسد 1969م،

 

كان «برادبري» أحد أشهر الكتاب الأمريكيين في القرنين العشرين والحادي والعشرين، وبالرغم من اشتهاره بالفنتازيا، إلا أنه كتب ضمن أنواع أدبية أخرى، مثل روايته نبيذ الهندباء 1957م، ومذكراته التخيلية الظلال الخضراء، الحوت الأبيض 1992م.

 

جوائز وتكريم

 

حصل «برادبري» على العديد من الجوائز، بما في ذلك بوليتزر عن فئة الجوائز الخاصة والاستشهادات عام 2007م، وقد كتب وكان مستشارًا لسيناريوهات الأفلام والنصوص التليفزيونية، مثل موبي ديك وقادم من الفضاء الخارجي، أعدت الكثير من أعماله للكتب المصورة والتلفزيون والأفلام.

أُصيب «برادبري» بسكتة دماغية قبل عدة سنوات من وفاته فبقي مقعدًا يتنقل على كرسي، لكنه حافظ على نشاطه في التأليف والمشاركة في الفعاليات الأدبية وجمع التبرعات.

 

«مؤلف فهرنهايت 451».. على شاهد  القبر 

 

توفي رائد أدب الخيال العلمي الجماهيري  «برادبري» مساء 5 يونيو 2012 م، أو صباح 6 يونيو بالتوقيت العالمي المنسق في لوس أنجلوس، وأوصى أن يدفن في مقبرة الحديقة التذكارية في ويستوود فيليج، وأن يُكتَب على شاهدة قبره «مؤلف فهرنهايت 451».