الخميس 22 اغسطس 2024

سامح فوزي: الأقباط لا يعيشون في عزلة.. ويجمعهم بالمسلمين حوار الحياة المشتركة

سامح فوزي

أخبار22-8-2024 | 17:09

أكد الدكتور سامح فوزي، الكاتب وكبير باحثين بمكتبة الإسكندرية أن مسار العائلة المقدسة يحظى باهتمام الدولة المصرية، وتحمل المحطات التي مرت بها إمكانية إقامة صناعات تراثية وابداعية تحقق التنمية المستدامة للجيل الحالي، والأجيال القادمة.

وأضاف: "أن خبرة التعايش الإسلامي المسيحي في مصر بعيدة الجذور، تقوم علي حوار الحياة اليومية دون انعزال أو تقوقع،  وأن نظرة سريعة إلى دول المنطقة تكشف أن مصر هي الدولة التي استطاعت أن تحافظ علي التعددية الدينية رغم كل التحديات،  ومن يزور كنيسة أبي سرجة في مصر القديمة، التي تحوي المغارة التي مكثت بها العائلة المقدسة، يري علي مقربة منها كنائس قديمة، وأديرة راهبات، وجامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا، وهو مشهد يندر أن يوجد في أي مكان من العالم. واستطرد قائلًا: "إن تعزيز التنوع الديني هو أحد ركائز المواطنة، ويمثل الحفاظ علي التعددية الدينية في جوهره حفاظًا علي الدولة". 

جاء ذلك في الندوة التي عقدت علي هامش معرض رحلة العائلة المقدسة في لقاء ريميني الدولي الذي يعقد حاليًا في مدينة ريميني الإيطالية تحت شعار "إن لم نكن نبحث عن الجوهر فعم نبحث؟"

وقال الدكتور سامح فوزي، إن الإقبال الواسع من المشاركين على تفقد معرض زيارة العائلة المقدسة يؤكد تطلع الإنسان إلى الحياة الروحية في عالم مليء بالمادية، والنزعة الاستهلاكية، والتحديات الأخلاقية، وأشار إلى أن السيدة العذراء مريم تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين جميعا، ويشارك آلاف المسلمين أسوة بالأقباط في الاحتفال بعيدها هذه الأيام. 

ويعد لقاء ريميني ملتقى ثقافي عالمي ضخم، يعقد كل عام في الفترة من ٢٠ إلى ٢٤ أغسطس منذ نحو ٤٥ سنة، ويحظي بدعم الفاتيكان والدولة الإيطالية، ويحضره كبار المسئولين الإيطاليين، ويتحدثون في ندواته، كما يشارك فيه كبار الشخصيات الدولية من أوروبا وخارجها،  ويزوره قرابة مليون شخص.

وقد أقام لقاء ريميني هذا العام معرضًا عن زيارة العائلة المقدسة إلى مصر في احد المواقع المتميزة فيه، وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وشهد حضورًا مكثفًا من الجمهور، وكبار الشخصيات العامة التي زارت لقاء ريميني هذا العام. ويتسم المعرض بالذوق الفني الرفيع، حيث حرص على تقديم مسار العائلة المقدسة في محطاته الأساسية من خلال الأيقونات، وشاشات عرض، والأشكال المجسمة التي تعكس تنوع البيئة المصرية التي مرت بها العائلة المقدسة من وادي النيل، والصحراء، والجبال، والإقامة في المغارة.

وأعرب العديد من الزوار عن رغبتهم في زيارة مسار العائلة المقدسة، التي لم يكونوا علي علم به. 

أشرف على إعداد المعرض الدكتور وائل فاروق أستاذ الأدب العربي بالجامعة الكاثوليكية في ميلانو، وعضو مجلس إدارة لقاء ريميني، ويشارك  هذا العام ٤٥٠ شخصية مهمة من داخل وخارج إيطاليا.

افتتح لقاء ريميني  بكلمة بعث بها الرئيس الإيطالي، وأخرى من بابا الفاتيكان، وشارك عدد من الوزراء الإيطاليين في اللقاء من بينهم وزراء الخارجية والداخلية والزراعة والنقل والثقافة والاقتصاد، فضلا عن روبينا نبانجا رئيسة وزراء أوغندا، وضم لقاء ريميني ١٤٠ فاعلية ما بين ندوة، ومائدة مستديرة لمناقشة قضايا متنوعة ثقافية وإنسانية.

واستقبل الأنبا ارميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثودكسي كبار الشخصيات العامة والدينية التي زارت المعرض، والحديث إلى الزائرين، والرد علي أسئلتهم، وسوف يتحدث في إحدى الندوات العامة للقاء ريميني الذي يستمر حتي السبت المقبل