الثلاثاء 27 اغسطس 2024

محمود دياب.. «الباحث عن الحقيقية» من القضاء إلى المسرح

محمود دياب

ثقافة25-8-2024 | 16:20

همت مصطفى

كاتب مصري، من رواد المسرح والأدب العربي في الستينيات بالقرن الماضي، اهتم بالأدب والفكر وقضايا وطنه منذ الصغر، وحتى في صباه وعندما كبر واستكمل رحلته مع الكتابة في مختلف ألوان الأدب بالقصة والمسرح حتى لقبه البعض  بـ «الباحث عن الحقيقة» إنه  الكاتب المسرحي  المتميز محمود دياب.

الميلاد والنشأة

ولد الكاتب المسرحي محمود دياب في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس عام 1932م  بمدينة الإسماعيلية، وحصل على شهادة البكالوريا من الإسماعيلية ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ليحصل على الليسانس في القانون عام 1955، ثم عُينَ بعد ذلك نائبا في هيئة قضايا الدولة، وتدرج في الوظائف القضائية إلى أن وصل إلى درجة المستشار بالهيئة.

من القضاء للأدب والكتابة

ترك «دياب» بعدها الحياة القضائية من أجل الثقافة  وأخذته نداهة الكتابة والأدب وخاصة التأليف للمسرح، وكانت أولى أعماله قصة «المعجزة» عام 1960 م والتي حصلت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقى، وتابعها بمجموعة من القصص القصيرة بعنوان «خطاب من قلبي» ليحصل بعدها على جائزة نادي القصة عام 1961.

تأثير الأدب الروسي

وحمل «دياب» على عاتقه هموم المواطن العربي البسيط وظهر ذلك في كتاباته، وفي الوقت ذاته كانت أعماله تتضمن تصورات شاملة عن حياة المجتمع العربي وتوقعات من الواقع الحاصل متأثراً بذلك بالأدب الروسي، ومهتما بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي، وقدم في ذلك مجموعة من الكتابات التي تحمل أفكارا قومية خالصة.

وجاء بعد ذلك بداية الكاتب مع المسرح وذلك عندما قدم مسرحية «البيت القديم» عام 1963م، والتي حازت على جائزة المجمع اللغوي المصري، وقدمت في القاهرة والاقاليم وسوريا وغيرها، ثم تبعها بمسرحية «الزوبعة» عام 1966م، والتي نال بها جائزة منظمة اليونسكو لأحسن كاتب مسرحي عربي، و ترجمت إلى الألمانية والفرنسية والإنجليزية، وجاء بعد ذلك بمسرحية «الغريب» ذات الفصل الواحد، والتي قدمها مع فرقة  المسرح القومي المصري.

مسرحيات ومؤلفات 

من أبرزنصوصه  المسرحية «ليالي الحصاد»عام 1968م  ومسرحية «الهلافيت» عام 1970م ومسرحية «باب الفتوح» ومسرحية «رسول من قرية تميره» ومسرحية «أهل الكهف 74».

 ومن مؤلفات محمود دياب: «بيت أولادي ، الزائدون عن الحاجة ، الصيد الأخير، شارع الصمت، عشرة أيام، الحب لا يحترق، قضية عم مسعود، رجل على الحصان، رأس محموم في طائرة سوبرسونك، رحلة عم مسعود، الرجال لهم رؤوس، الزائدون عن الحاجة، الغرباء لا يشربون القهوة، اضبطوا الساعات، السلفة».

قصص وروايات

وتعددت أ مؤلفات «دياب» حيث قدم قصة «الظلال فى الجانب الآخر» والتي أنتجت فيلماً سينمائي حاز على جائزة أفضل فيلم في دول العالم النامي، ورواية «طفل في الحي العربي» عام 1972 م والتي ترجمت بعد ذلك إلى الفرنسية واعدت كمسلسل إذاعي في مصر.

سيناريست  للتلفزيون والسينما

وكان محمود دياب  يكتب السيناريو والحوار لنصوصه  المسرحية مثل «ليالي الحصاد»، و«الزوبعة»، و«انتقام الملكة الزباء» كمسلسل تليفزيوني في مصر وسوريا، كما قدم أيضا «دموع الملائكة» و «إلا الدمعة الحزينة» وأخرجهما للتليفزيون المخرج حسام الدين مصطفى.

وكان للسينما نصيب من أعماله فقدم لها فيلم «سونيا والمجنون» عن قصة الرواية الاجتماعية والفلسفية العالمية «الجريمة والعقاب» للروسي الشهيرفيودور دستويفيسكي، والذي أخرجه المخرج حسام الدين مصطفى، وحاز الفيلم على جائزة أحسن حوار في مصر عام 1977م، وحاز على جائزة أحسن فيلم نفذ عن قصة «الجريمة والعقاب» من موسكو.

وكرم  محمود دياب في اليوبيل الفضي للتليفزيون عام 1985م، كما حصل على وسام القضاء بصفته مستشارا بهيئة قضايا الدولة، وشهادة تقدير من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورشحته مصر مندوبًا عنها لمؤتمر المسرح العربي الذي عقد في بغداد لتحتفظ مصر بمركز المسرح العربي ومقره الدائم بالقاهرة،وحاز جائزة أحسن كاتب عربي من بغداد.

 المهرجان القومي للمسرح المصري باسم محمود دياب

واختير الأديب والكاتب والمؤلف الكبير محمود دياب أيقونة الإبداع المسرحي من قبل إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري في 2018 لتحمل اسمه الدورة الحادية عشرة من المهرجان، وتوفي فى  الخامس والعشرين من شهر أكتوبر عام 1983م عن عمر يناهز الخمسين عامًا.