تعتبر مسألة تحديد حدود الحرية الشخصية للأبناء من القضايا الشائكة التي تواجه الآباء والأمهات في عصرنا الحالي؛ فمن جهة يسعى الآباء إلى توفير بيئة آمنة وموجهة لأبنائهم، ومن جهة أخرى يتطلع الأبناء إلى اكتساب الاستقلالية واتخاذ قراراتهم الخاصة؛ لذا فإن تحقيق التوازن بين هذين الجانبين يمثل تحديًا كبيرًا، ونتساءل عن الحدود الصحيحة للحرية الشخصية للأبناء؟

ومن جهتها أكدت الدكتورة دعاء حسين استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، على أهمية الحرية الشخصية للأبناء في ظل التحديات التي يفرضها العصر الرقمي؛ وأوضحت أن التعامل برفق ولين هو مفتاح بناء علاقة قوية وصحية مع الأبناء، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات سليمة والتغلب على الصعوبات التي قد يواجهونها.

وأشارت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إلى أن منح الأبناء حرية شخصية ضمن حدود الضوابط الشرعية والأسرية أمر بالغ الأهمية؛ ولكن هذه الحرية تتفاوت باختلاف المراحل العمرية؛ ففي الطفولة يحتاج الصغير إلى مساحة كافية لاستكشاف العالم وتكوين شخصيته المستقلة، أما في المراهقة فيجب على الآباء فهم التغيرات النفسية التي يمر بها المراهق، ودعم استقلاليته، مع الحفاظ على التواصل المفتوح والحوار البناء.

واختتمت حديثها بضرورة منح الأبناء مساحة كافية من الحرية في اتخاذ قراراتهم الحياتية، وأن يشعرون بالرضا عن القرارات التي يتخذونها، حتى وإن كانت خاطئة أحيانًا؛ فمنحهم الحرية في الاختيار مع تقديم الدعم اللازم، يساهم في بناء شخصيات واثقة وقادرة على التعلم من أخطائها.