الأحد 25 اغسطس 2024

كيف أنقذ الحلفاء باريس من النازيين؟.. تفاصيل

القوات الألمانية في باريس

ثقافة25-8-2024 | 20:30

إٍسلام علي

تجمع رجال الشرطة في التاسع عشر من أغسطس من عام 1944 أمام كاتدرائية نوتردام، يوم السبت، الذين تجمعوا في مقر إدارة الشرطة الذي يشبه القلعة، إذ قام رجال الشرطة الفرنسيون  بانتفاضة ضد النازيين.

دوى صوت الطلقات النارية بينما كان الفرنسيون يطاردون الجنود الألمان ويطلقون النار عليهم، وكانت السيارات المسرعة التي كانت تابعة لقوات الداخلية الفرنسية، تجوب الشوارع، بينما كانت القوات الأمريكية والبريطانية، التي هبطت في نورماندي قبل شهرين، تتقدم باتجاه الشرق، لكنها كانت لا تزال تبعد 150 ميلاً عن باريس.

انتفض الباريسيون للانتقام من هزيمة فرنسا عام 1940 على يد النازيين وسنوات القمع التي تلتها، وكانوا يأملون في تحرير مدينتهم  بأنفسهم، وخشي بعض قادة المقاومة من اندلاع أعمال انتقامية ألمانية قد تدمر المدينة.

أمر هتلر جنراله الأعلى في باريس، ديتريش فون شولتيتز، قبل بضعه أسابيع فقط بقمع أي تمرد "بلا رحمة"، وأمر أيضًا بتدمير البنية التحتية الحيوية في باريس، بما في ذلك الجسور التاريخية على نهر السين.

بدأ التمرد يتصاعد في باريس و ازدادت أوامر هتلر لشولتيتز، وفي العشرين من أغسطس، طالب بتدمير المدينة "بأكبر قدر ممكن"،  وفي الثالث والعشرين من أغسطس، أمر هتلر بأن لا تسقط  باريس في أيدي العدو إلا إذا كانت "حقلًا من الأنقاض".

وعلى الجانب الأخر،  لم يكن الجنرال الأمريكي أيزنهاور يخطط لتحرير باريس، بل كان يهدف إلى تطويقها لاستخدام موارد الحلفاء المحدودة في دفع الجيش الألماني نحو الحدود الألمانية.

لكن انتفاضة باريس أثارت قلقه، حيث كان يخشى أن تغير الانتفاضة خططه، ففي العشرين من أغسطس، التقى قائد فرنسا الحرة، شارل ديجول، بأيزنهاور في نورماندي وحثه على تحرير باريس، وقال ديجول إن تحرير العاصمة كان قضية وطنية حيوية لفرنسا، محذرا من الشيوعيين اللذين قد يستولوا على المدينة.

وفي الوقت نفسه، كان رجال الشرطة الفرنسية داخل المحافظة يستخدمون قنابل المولوتوف لإحباط هجوم دبابات ألمانية، وأنقذهم وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه القنصل السويدي في باريس عندما أوشكت ذخائرهم على النفاد، أنشأ مقاتلو المقاومة أكثر من 600 حاجز في الشوارع واستولوا على المباني الحكومية.

في النهاية، قرر أيزنهاور تغيير خططه وأمر قواته بالتوجه نحو باريس، في الخامس والعشرين من أغسطس 1944، دخلت القوات الفرنسية الحرة، تليها الفرقة الرابعة الأمريكية للمشاة، إلى باريس، في ذلك اليوم، استسلم شولتيتز بعد مقاومة قصيرة، وتم إنقاذ باريس من التدمير.

وفي اليوم التالي، قاد ديجول موكبًا من قوس النصر إلى شارع الشانزليزيه، معلنًا تحرير باريس، وعندما توفي شولتيتز في عام 1966، وُصف بأنه أحد الشخصيات المحورية التي ساهمت في إنقاذ باريس من الدمار، بينما أُشاد بتصرفات أيزنهاور وديجول التي ساهمت في تحرير المدينة، وذلك طبقا لما نقلته مجلة سميثسونيان.