أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن خطر الانزلاق لحرب إقليمية في الشرق الأوسط سوف يظل يلوح في الأفق ما لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إلى أن نذر تلك الحرب ظهرت جلية بعد أن قامت إسرائيل بشن موجة من الغارات الجوية على جنوب لبنان أول أمس /الأحد/ وقيام جماعة حزب الله اللبناني بالرد على ذلك الهجوم بعد بضع ساعات بإطلاق مئات الصواريخ والطيارات بدون طيار على مواقع إسرائيلية فيما يمثل أحد أكبر عمليات تبادل الأعمال العدائية بين الطرفين منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.

 كابوس الحرب الإقليمية

ورأت الصحيفة أن كابوس الحرب الإقليمية في المنطقة سوف يظل قائما في ظل تعثر مفاوضات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين جراء تلك الحرب ليتجاوز 40 ألف قتيل.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من استعراض القوة الذي تقوم به جميع الأطراف، إلا أنه من الواضح أنها جميعا تسعى لتجنب نشوب حرب إقليمية، مشيرة في ذلك السياق إلى تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي يؤكد فيها حرص الجماعة على عدم استهداف المدنيين داخل إسرائيل وأن العمليات التي يقوم بها حزب الله تستهدف مواقع عسكرية فقط.

وأشارت في هذا السياق إلى موقف إيران التي أعلنت عزمها الانتقام من إسرائيل لضلوعها في مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية خلال زيارته لطهران، موضحا أن إيران تستخدم لغة ضبط النفس على الرغم من تأكيدها أن الرد على اغتيال هنية قادم لا محالة.

وأضافت أن إسرائيل من جانبها حريصة على عدم فتح جبهات قتال جديدة والتي قد تكلفها إزهاق المزيد من الأرواح في الوقت الذي يسعى فيه حزب الله لعدم تكرار سيناريو حرب لبنان عام 2006.

وأشارت الصحيفة، في الختام، إلى أن السيناريو المخيف والمرعب لاندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط سوف يظل قائما طالما جميع الأطراف تدور في فلك تلك الحلقة المفرغة من الهجمات المتبادلة خاصة مع استمرار المأساة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة.