الثلاثاء 27 اغسطس 2024

رحل في ريعان شبابه.. تعرف على رمز التحدي إبراهيم ياسر

الطالب إبراهيم ياسر

ثقافة27-8-2024 | 21:08

إسلام علي

رحل في ريعان شبابه، كان يشار إليه بالبنان لتفوقه، إنسان بمعنى الكلمة بار بأهله وأصدقائه، رسم طريقا خاصا به متحديا الإعاقة التى لم تمنعه يوما عن تحقيق حلمه فى التفوق الدراسي و رفع رأس عائلته عاليا، أحد أبناء مدينة  شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية التى طالما صال وجال فى شوارعها التى لم يراها يوما و لكنه يحس بعبقها و عطرها و يشعر بدفئ أهلها، منذ طفولته، كان يظهر علامات التفوق والتميز في مختلف جوانب حياته، سواء في دراسته الأكاديمية أو في علاقاته الاجتماعية والأسرية، تفوق في الثانوية العامة إلى أن حصل على المركز الرابع على مستوى الجمهورية،  إنه الطالب إبراهيم ياسر حسنانين عبد العال الذي وافته المنية اليوم. 

 كان إبراهيم محبوبا من قبل الجميع لما يتمتع به من أخلاق رفيعة وتواضع، وأصبح قدوة لشباب منطقته وأقرانه في المدرسة، تأثر إبراهيم ببيئته المحيطة وأسرته التي غرست فيه حب العلم والدين، وكان حريصًا على حفظ القرآن الكريم مع فهم العلوم الشرعية بعمق، بفضل إصراره وإرادته القوية، تمكن من تحقيق المركز الرابع على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية، وهو إنجاز يعكس حجم الجهد والتفاني الذي بذله في مواجهة التحديات.

لم تكن حياة إبراهيم سهلة، فقد ولد بتحديات جسدية تتعلق بإعاقة لم تثنه عن متابعة شغفه وتحقيق أحلامه، على الرغم من صعوبة الظروف التي واجهها، إلا أنه كان مثالاً للشاب الصامد الذي لم يسمح للإعاقة بأن تقف في طريق نجاحه، وعلى الرغم من معاناته الطويلة مع مرض السرطان، إلا أنه أظهر شجاعة غير عادية وقوة داخلية لمواجهة المرض بتفاؤل وأمل.

كان إبراهيم يتلقى العلاج بانتظام، ويحرص على حضور دروسه بجد واجتهاد، مما جعل الجميع يشيدون بعزيمته وإصراره، وقد أصبح نموذجا يحتذى به في كيفية التعامل مع المصاعب، حيث لم يدع المرض أو الإعاقة تعيق مسيرته التعليمية أو طموحاته الشخصية.

عندما وافته المنية، حزن عليه الجميع، سواء في محيط أسرته أو في مجتمعه الأوسع، فقدم قطاع المعاهد الأزهرية، برئاسة الشيخ أيمن عبد الغني، تعازيهم الحارة لعائلة إبراهيم، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بما حققه هذا الشاب في حياته القصيرة. كما نعاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في لفتة تعكس المكانة التي احتلها إبراهيم في قلوب الجميع.

وقد أثرت وفاة إبراهيم في نفوس الكثيرين، حيث كانت حياته مثالًا للصبر والمثابرة، ودروسًا في كيفية التغلب على الصعوبات والتمسك بالأمل رغم كل الظروف. إن إرث إبراهيم سيظل دائمًا ملهماً للشباب الذين يسعون لتحقيق أحلامهم مهما كانت التحديات، وسيبقى ذكره حيًا في قلوب كل من عرفوه أو سمعوا عن قصته.