الجمعة 27 سبتمبر 2024

استغلال اعتقال بافيل دوروف.. تفاصيل المخطط الروسي للسيطرة على تيليجرام

بافيل دوروف

عرب وعالم28-8-2024 | 16:12

إيمان علي

كشفت تقارير صحفية عن أحدث تطورات قضية اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة تيليجرام، بافيل دوروف، في باريس، موضحة أن الكرملين قد ينتهز الفرصة لاستغلال إحدى المنصات القليلة التي تجنبت الرقابة، خاصة بعدما اعتبرت موسكو أن عملية الاعتقال تمثّل اعتداءً على حرية التعبير.

ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن جورج باروس ، من معهد دراسة الحرب في واشنطن، إن الكرملين أمضى سنوات في محاولة وضع يديه على تيليجرام "لتوسيع" سلطته في الرقابة والسيطرة على المحتوى على التطبيق بعد أن فر دوروف، 39 عامًا، من البلاد في عام 2014 عندما ورد أنه رفض تسليم مفاتيح التشفير.

وقال باروس لصحيفة واشنطن بوست: "يرى الكرملين أن تيليجرام يشكل عبئًا، فهو أكبر منصة في روسيا لا يسيطر عليها الكرملين".

وتوقع باروس أنه إذا تمكن الدبلوماسيون الروس من الضغط على فرنسا لإطلاق سراحه في أيدي الروس، فإن الكرملين سوف يتمكن من الضغط على الملياردير المولود في سانت بطرسبرغ.

وتابع باروس: "إذا تمكنوا من تسليمه إلى حراستهم، وتمكنوا من احتجازه وإكراهه، فعندئذٍ، نعم، يمكنهم محاولة الحصول على مفاتيح تيليجرام، التي يقاتل دوروف ضدها منذ سنوات. سيكون هذا سيئًا للغاية".

وقالت كريستين دوجوان كليمان، الباحثة والخبيرة في الشؤون الأوكرانية الروسية في كلية السوربون للأعمال في باريس، إن تيليجرام، الذي يضم أكثر من 900 مليون مستخدم حول العالم، أصبح حجر الزاوية للجيش الروسي بعد فشل جهود حظر المنصة في عام 2018.

ومع بدء غزو أوكرانيا في عام 2022، أصبح التطبيق الخيار الأساسي للمسؤولين والجنود للتواصل وتنسيق هجماتهم، بحسب دوجوان كليمان.

وأضافت أنهم "يتشاركون الملفات ومقاطع الفيديو عليه، بالإضافة إلى ملاحظات حول العمليات العسكرية"، مشيرة إلى أن تيليجرام استخدم على نطاق واسع من قبل رئيس ميليشيا فاغنر يفغيني بريغوزين ، الذي تمرد على الكرملين العام الماضي ثم توفي عندما انفجرت طائرته الخاصة في منتصف الرحلة.

وتعتمد روسيا على التطبيق بشكل كبير لدرجة أن التقارير التي أعقبت اعتقال دوروف زعمت أن مسؤولي الكرملين قاموا بحذف حساباته، وفقًا لموقع بازا الروسي.

ومن جانبه، سخر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من هذه الفكرة، وقال للصحفيين يوم الثلاثاء إن مثل هذه الجهود "غبية تماما".

لكن في حين يعمل تطبيق تيليجرام كأداة قوية للكرملين، فإنه يمنح منتقديه أيضا فرصة التواصل وتحدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بطريقة لا يمكن تحقيقها على وسائل أخرى.

وقال باروس "وبالتالي عندما يتعلق الأمر باعتقال دوروف، فأنت تعلم أنني لست مقتنعا بأن هذا أمر جيد"، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك نزوح جماعي من المنصة.