الخميس 29 اغسطس 2024

إطلالات على مكتشفات من الحقبة الاستعمارية الأمريكية

جانب من الاكتشاف

ثقافة29-8-2024 | 02:30

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار في فرجينيا أحد أبرز معالم الثراء والترف في الحقبة الاستعمارية الأمريكية، وهي حديقة زخرفية ترجع إلى القرن الثامن عشر الميلادي، كان سياسي ثري وبستانيون مستعبدون يزرعون فيها نباتات نادرة من جميع أنحاء العالم.

وكانت مثل هذه الحدائق رمزًا للمكانة الاجتماعية بين النخبة في المستعمرات البريطانية، وتماثل في الوقت الحاضر شراء سيارة فاخرة.

تعود ملكية هذه الحديقة إلى جون كوستيس الرابع، وهو مالك مزرعة تبغ وعضو في الهيئة التشريعية الاستعمارية في فيرجينيا، والذي يُعرف أيضًا بأنه حما مارثا واشنطن، السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية.

اهتم كوستيس بعلم النبات وكان معروفًا ومؤرخًا بشكل جيد في الرسائل والكتب، لكن الحفريات الجديدة تسلط الضوء على دور البستانيين المستعبدين الذين قاموا بزراعة هذه الأرض، مما يعكس واقع الحياة اليومية للعمال الذين ساهموا في تحقيق رؤية كوستيس.

اكتشف في الحديقة العديد من الممتلكات وهي: أعمدة سياج مصنوعة من خشب الأرز الأحمر ومسارات حصى، بالإضافة إلى مواقع لزراعة النباتات، كما اكتُشفت أيضا عملة معدنية مثقوبة كان يرتديها الشباب الأفارقة كتميمة للحظ الجيد، وأدوات منزلية مثل وعاء فخاري كان يستخدم كمرحاض متنقل.

تشير الحفريات أيضًا إلى وجود تقاليد غير أوروبية، ربما من غرب إفريقيا، مثل دفن الحيوانات بشكل متعمد تحت أعمدة السياج، مما يستدعي مزيدًا من البحث لفهم عادات وتقاليد الأشخاص المستعبدين الذين عملوا في الحديقة.

يعمل متحف كولونيال ويليامزبيرغ، الذي يمتلك العقار الآن، على توثيق حياة السود في المستعمرات وتقديم سرد متكامل عن تجربتهم، كما يخطط المتحف لإعادة بناء وتطوير بعض المواقع التاريخية المرتبطة بالسكان السود، مثل أقدم الكنائس والمدارس.

كشفت الحفريات الحديثة عن تفاصيل دقيقة حول حديقة كوستيس، التي كانت تحتوي على تماثيل لآلهة يونانية وأشجار مزينة، تبادلت كوستيس البذور والنباتات مع علماء البستنة البريطانيين، مما أثرى الحديقة بنباتات متنوعة مثل الفراولة والفستق واللوز، كانت الحديقة تعكس توسع الإمبراطوريات الأوروبية والعبودية واكتشاف محاصيل جديدة تساهم في تعزيز القوى الاستعمارية.

الآن، يعمل المتحف على دراسة حياة العمال الذين قاموا بزراعة الحديقة، بما في ذلك تتبع أحفادهم ومحاولة فهم مصائرهم، مما يوفر نظرة أعمق على حياة الأشخاص الذين بنوا هذه الحدائق وزرعوها.