الخميس 29 اغسطس 2024

ديوان العرب| حي الربيع فقد أتاك حميدا.. قصيدة الحمدوي

الحمدوي

ثقافة29-8-2024 | 10:25

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «حي الربيع فقد أتاك حميدا» للشاعر الحمدوي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «الحمدوي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «حي الربيع فقد أتاك حميدا».

وتعتبر قصيدة «حي الربيع فقد أتاك حميدا»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 15 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

حي الربيع فقد أتاك حميدا

بدلت من خلق الزمان جديدا

خلق السحاب على الثرى وشياً ترى

منه الثرى ذا ثروة محسودا

روض أفادته السحاب صنائعا

أضحى بها كل البلاد سعيدا

نشأت سحابته عليه فأنشأت

نوراً تراه ناشئا ووليدا

فكأنها عدن لدى أكنافه

قد نشرت فيه التجار برودا

عن اقحوان ضاحك متبسم

يفتر عن برد يخال عقودا

فثغوره من لؤلؤ ولثاته

ذهب بريق سحابة قد جيدا

ومعصفرات من شقائق ألبست

مقلا ترى فيها محاجر سودا

فانهض بطرفك حيث شئت تجدله

من عطفه وردا يخال خدودا

تحكي لك الوجنات قد أشعرتها

خجلا فتشرب لونها توريدا

قد وشحت أكنافه ببنفسج

خنث يغازل غانيات غيدا

وترى العذارى من بهار باهر

للشمس تحسب نظمهن فريدا

زهر يظل الطرف في أكنافه

حسرا لرونقه النظير بليدا

فإذا الرياح مشين فيه ظللن من

كسل النعيم رواكعا وسجودا

يصددن صد متيم متهزم

أنحى له عذاله تفنيدا