الجمعة 30 اغسطس 2024

واشنطن بوست: روسيا وأوكرانيا تعودان إلى الحرب على منشآت الطاقة بعد فشل الوساطة

الحرب الروسية الأوكرانية

عرب وعالم29-8-2024 | 23:07

دار الهلال

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن كلا من روسيا وأوكرانيا عادتا إلى الحرب التي تستهدف منشآت الطاقة لدى الدولة الأخرى بعد فشل محادثات الوساطة السرية بين الجانبين.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية شنت هجمات على مستودعين للنفط داخل روسيا خلال الليل، بينما شنت موسكو اليوم الخميس الهجوم الجوي الكبير الثالث على أوكرانيا هذا الأسبوع في أحدث سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الطرفين على البنية التحتية للطاقة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء في أوكرانيا ورفع احتمال أن يكون هذا الشتاء قاتما على شعبها.

وتأتي هذه الهجمات بعد أسابيع من اعتقاد الدبلوماسيين والمسؤولين بأن كييف وموسكو على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف هجمات البنية التحتية. ولكن بدلا من ذلك، استأنف الجانبان قصف محطات الطاقة ومصافي الوقود لبعضهما البعض، في صراع تصاعدي قد يكون له تأثير دولي أيضا.

كما تأتي الهجمات في وقت تدفع فيه أوكرانيا لرفع القيود على الأسلحة بعيدة المدى التي تلقتها من شركائها الغربيين لتتمكن من استهداف أهداف إضافية داخل روسيا، وخاصة مواقع الهجمات الجوية.
وتلقت نداءات أوكرانيا بعض الدعم الغربي، حيث دعا كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الخميس،خلال زيارة وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى بروكسل، إلى رفع القيود.

وقال بوريل: "يجب أن يكون للأسلحة التي نقدمها لأوكرانيا استخدام كامل، ويجب رفع القيود لكي يتمكن الأوكرانيون من استهداف الأماكن التي تقصفهم داخل روسيا. وخلاف ذلك، فإن الأسلحة ستكون عديمة الفائدة".

بالإضافة إلى دعوته لرفع القيود، دفع كوليبا أيضا لتسريع تسليم المعدات الموعودة، خاصة الدفاعات الجوية، حيث كانت أوكرانيا تتعرض للهجوم من قبل الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية طوال الأسبوع.

وقال: "منذ أبريل، عندما طلبنا تسليم المزيد من أنظمة باتريوت، تم إحراز تقدم جيد وإعلانات تم إجراؤها .. لكن مرة أخرى، فإنه يجرى الإعلان عن وعود ببعض أنظمة باتريوت والتي لم يتم تسليمها حتى الآن".

من جانبه، قال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكيلمانس للإذاعة العامة في بلاده اليوم الخميس إن أوكرانيا مسموح لها باستخدام الأسلحة المقدمة من هولندا، بما في ذلك طائرات إف-16، على الأراضي الروسية ضمن حدود القانون الدولي.

وتعهّدت هولندا وبلجيكا والدنمارك والنرويج بتوفير 80 طائرة إف-16 لأوكرانيا، على الرغم من أن معظمها سيستغرق سنوات للوصول. من المرجح أن تستخدم الطائرات الأولى لتعزيز الدفاعات الجوية — لإسقاط الأهداف الجوية مثل الصواريخ، بدلا من ضرب القوات العسكرية الروسية بالقرب من الخطوط الأمامية، بسبب الخطر على الطائرات نفسها.

وأشار دبلوماسي أوروبي إلى أن "كيفية دفاع أوكرانيا عن نفسها داخل روسيا ما زالت قيد البحث"، ودعت عدد من دول الناتو إلى رفع جميع القيود على الأسلحة في اجتماع هذا الأسبوع.

وفي أحدث هجماتها على روسيا، شنت القوات الأوكرانية هجمات ليلية على مستودعات النفط في منطقة كيروف الوسطى، التي تبعد حوالي 900 ميل عن الحدود الأوكرانية الروسية، ومنطقة روستوف الجنوبية الغربية، حسبما أفادت الأركان العامة للجيش الأوكراني في منشور على فيسبوك. كما تم ضرب مستودع أسلحة لمدفعية الميدان في منطقة فورونيج الجنوبية الغربية.

وقالت الأركان العامة إن "حريقا اندلع" في مستودع روستوف، والذي تطلب استخدام فرق الإطفاء لإخماده، دون توضيح نوع الأسلحة المستخدمة أو مدى الضرر في مستودع كيروف. لم تتمكن صحيفة واشنطن بوست من التحقق من التفاصيل.

واستخدمت القوات الأوكرانية في الأشهر الأخيرة أسطولها المتزايد من المسيرات ذات المدى البعيد لاستهداف أهداف عميقة داخل روسيا، بما في ذلك الهجوم الأخير على موسكو.

وقال حاكم روستوف فاسيلي جولوبيف على تلجرام إنه تم إسقاط أربعة مسيرات فوق منطقته، وأكدت قنوات تلجرام المحلية نشوب حريق في المستودع. 

فيما قال حاكم كيروف ألكسندر سوكولوف عبر تلجرام إن مستودع النفط في بلدة كوتيلنيتش تعرض للهجوم، ولكن دون أضرار. "كل شيء تحت السيطرة".

وهاجمت القوات الروسية أوكرانيا ليلة الخميس بـ 74 مسيرة انتحارية وخمسة صواريخ، حسبما قالت القوات الجوية الأوكرانية على تلجرام، حيث تم إسقاط 60 مسيرة واثنين من الصواريخ، وسقط 14 "على أراضي أوكرانيا".

و كانت هذه الأنواع من الهجمات هي التي كان من المفترض أن توقفها المفاوضات السرية، التي كان من المقرر إجراؤها هذا الشهر، ولكن التقارير الحصرية لواشنطن بوست كشفت أنها تعثرت بسبب دخول أوكرانيا إلى محافظة كورسك الروسية.

وأثرت الضربات الأوكرانية على منشآت النفط الروسية، مما أدى إلى إشعال مصافي النفط والمستودعات والخزانات، على قدرة موسكو على تكرير النفط، مما قد يؤثر على أسعار الغاز حول العالم.

ومع ذلك، من الصعب تحديد مدى الضرر بدقة. ففي مايو الماضي، قالت وكالة الإحصاء الروسية "روسات" إن إنتاج البنزين قد انخفض بنسبة 20% مقارنة بشهر ديسمبر. بعد ذلك، توقفت الحكومة عن نشر الإحصاءات.

وبالنسبة لأوكرانيا، فإن تأثير الحملة الروسية شديد بشكل خاص. فمنذ مارس، تعرضت محطات الطاقة لديها لسلسلة من الهجمات التي دمرت البنية التحتية للطاقة وتسببت في انقطاع واسع للكهرباء هذا الصيف.

وعلى الرغم من استمرار الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، فإن انقطاعات الكهرباء تراجعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة حيث قامت السلطات الأوكرانية بإصلاح بعض الأضرار.

لكن سلسلة الهجمات الجديدة هذا الأسبوع، التي بدأت يوم الاثنين مع واحدة من أكبر الهجمات الجوية على أوكرانيا منذ فبراير 2022، قد ألحقت الأذى مجددا بشبكة الكهرباء وتسببت في انقطاعات جديدة.