كان متميزًا ومتفردًا فيما قدم، لم يرتكز على اتجاه واحد في إبداعه بينما تنوعت أعماله في عالم الدراما مابين الكتابة للسينما والتلفزيون، حيث قدم العشرات من السيناريو والحوار، لأعمال فنية خالدة في عقولنا وذاكرتنا، في رحلة امتدت لأكثر من أبعين عاما قدم لنا فيه العديد من الأعمال الدرامية التراجيدية والكوميدية المميزة و ساهم في تخريج أجيال من كتاب السيناريو بالمعهد إنه السيناريست والكاتب عاطف بشاي.
ولد عاطف بشاي في القاهرة ودرس بكلية الآداب جامعة حلوان ، كما درس في المعهد العالي للسينما، بدأ مشواره في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وقدم عشرات الأعمال الفنية، كما قدم عشرات الأفلام التليفزيونية المميزة.
اختلافات الثقافات
تنقل السيناريست عاطف بشاي في أفلامه وأعماله الفنية بتميز قادرًا من خلالها على قمناقشة قضايا المجتمع وعرض عيوبه ومشكلاته بطريقه كوميديا وبحس كوميدي يظهر فى جميع أعماله، وناقش من خلال أعماله العديد من القضايا الاجتماعية المهمة.
علاقة الأبناء والآباء
وكان من أبرز بصماته فيلم «محاكمة علي بابا» والذى يعد عملا فلسفيًا يناقش علاقة الأبناء بالأباء في مرحلة المراهقة، ليزيل تلك الفجوة الكبيرة بين الأبناء، قدم أيضا فيلم «فوزية البرجوازية» و الذي ناقش من خلاله اختلافات الثقافات في المجتمع المصري بطريقة ساخرة.
ومن أفلام عاطف بشاي :«إلى أين تأخذني هذه الطفلة، اللص، ونسيت أني امرأة، الأخطبوط، المنحوس، صاحب العمارة، كل شيء قبل أن ينتهي العمر، الحلم القاتل، يوميات امرأة عصرية، الوزير جاي، قبل الوصول إلى سن الانتحار، المنحوس، المجنون، أحوال شخصية، اللص».
اللقاء الثاني ..علاقة الرجل بالمرأة
وكتب عاطف بيشاي السيناريو للعديد من الأعمال للتلفزيون ومن مسلسلاته: «اللقاء الثاني» بطولة نجم الكبير محمود ياسين مع بوسي، والذي قدم به العديد من الحكايات تناقش أزمات اجتماعية، وخاصة بين الأزواج، والمسلسل حلقات منفصلة متصلة حول علاقة الرجل بالمرأة كأخوات أو أصدقاء أو أزواج وذلك من خلال وقوع بعض الأحداث الاجتماعية بينهما ثم يفترقان فيعودا من جديد ويتذكر كل من منهما الآخر وما وقع بينهما من أحداث.
كما قدم مسلسله «لا» والتي تدور أحداث المسلسل في إطار درامي، حيث يجد «يحيى الفخراني» نفسه في السجن دون إثبات تهمة عليه، واسمه مسجل ضمن الوفيات، تتحطم حياته فجأة؛ حيث يفقد زوجته، وماله الذي قام بجمعه طوال حياته، ويصبح أسير ذكرياته في السجن ليعكس معاناة المواطن المصري.
وقدم عاطف بشاي أيضًا تاجر السعادة، مسلسله «ناس وناس»، الحب وسنينه، دقات الساعة ، دموع صاحبة الجلالة، البحث عن زوج، ولعبة كل بيت، أهل القمة، الشباب يعود يوما، الطوفان، الأب، سقوط الأقنعة ومسلسل النساء قادمون ، يارجال العالم اتحدوا، الرمال، شخلول، الكلام المباح، فجر ليلة صيف».
فئات المجتمع المختلفة
وقدم عاطفبشاي المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لمسلسل «عمارة يعقوبيان»، والذي يحكي عن قاطني عمارة يعقوبيان، وتشابك علاقاتهم وقصصهم في مواضع عدة، هناك «زكي الدسوقي»، الذي يملك مكتب استشارات هندسية في العمارة ويتخذ المكتب سكنًا له، ويدور بينه وبين أخته «دولت» صراع طيلة الوقت، «الحاج عزام» ماسح أحذية سابق، وأصبح من تجار السيارات كواجهة لتجارة المخدرات.
كما قدم العديد من الأعمال التليفزيونية الأخرى منها حضرة المحترم، من تأليف أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ وفي السيرة الذاتية قدم مسلسل السندريلا، تاجر السعادة،
وتم تكريم عاطف بشاى في العديد من المحافل الفنية والثقافية و كان لايزال الجمهور ينتظر العديد من أعماله الفنية المتميزة، لكنه غادرنا اليوم ورحل عن عالمنا إثر معاناته مع المرض وستظل أعماله توثق لسمات المجتمع المصري وتكشف قضاياه ومشكلاته.
