قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن طلب "الحماية للشعب الفلسطيني" يوجد فيه بعض الصعوبات، لكنه ليس أمرًا مستحيلًا، حيث سبق حدوثها في حالات آخرى خلال العصر الحديث.. مشددا على أن الجامعة العربية لديها خطوات للتحرك حيال ما يجري في غزة والضفة الغربية خلال اجتماعها القادم.
وأوضح السفير زكي - في مداخلة مع قناة (العربية الحدث) الإخبارية اليوم الجمعة - أنه فيما يخص دور الجامعة العربية في توفير الحماية للفلسطينيين؛ فإننا "نقوم بدور سياسي؛ لتعبئة الرأي العام الدولي من خلال الحكومات؛ لمساندة وتفهم الموقف الفلسطيني".
وأضاف أن طلب الرئيس الفلسطيني بتوفير حماية للشعب الفلسطيني ليس جديدًا؛ فهو قائم قبل 7 أكتوبر وجميع التطورات حدثت من بعده، وهناك بعض الأمور التي بُحثت في الأمم المتحدة؛ تنفيذًا لهذا الموضوع وطلب تقرير من الأمم المتحدة في هذا الشأن.
وأكد السفير زكي، أهمية التأثير الأمريكي، على إسرائيل لوقف أعمالها "الإجرامية والانتقامية"؛ التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب؛ وليست لها علاقة بأحداث "7 أكتوبر".
وأضاف أن إسرائيل تنتهز فرصة التركيز على قطاع غزة والمحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار؛ من أجل تصفية أكبر عدد ممكن من "الكوادر والنشطاء" في فلسطين.
وأشار إلى أن إسرائيل تبعث إلى المجتمع الدولي رسائل "غاية في السوء"، بأنها مُسيطرة بالكامل على الوضع في الضفة الغربية، كما تجعل الوضع في الضفة غير قابل للاستمرار بالنسبة للسكان الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل تنتهج نفس الأسلوب الذي تنتهجه في غزة، لكن بأسلوب مختلف غير أن الغايات واحدة.
وحول الموقف العربي من الأزمة الفلسطينية، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: "إننا على بعد أيام من اجتماع المجلس الوزاري على مستوى وزراء الخارجية، والمقرر له في 10 سبتمبر الجاري؛ حيث سيتم بحث القضية الفلسطينية من جميع جوانبها"، معربًا عن أمله أن تكون القرارات على مستوى الحدث.
وشدد على أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد أبدًا وقفًا لإطلاق النار، لكنها تريد الاستمرار في المواجهات؛ لتحقيق أهداف داخلية معينة مثل "استمرار عمر الحكومة وتحقيق شعبية معينة داخل المجتمع الإسرائيلي"، مشددا على أن قبول الحكومة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار "لن يكون أمرا طوعيا، لكن سيكون إجباريًا عبر الضغوطات الخارجية".
ونبه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل على تغيير مسارها وسياستها ولا يستطيع أي طرف آخر القيام بذلك.
وأشار إلى أن إيران تستفيد من القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف خاصة بها مثل موضوع الملف "النووي الإيراني والاتفاق الخاص"، موضحا أن "الكروت" التي تستخدمها إيران في هذا الملف للتفاوض كلها "كروت عربية".
ولفت إلى استغلال أوضاع بعض الدول العربية التي حدثت بها "ثغرات"؛ وجرت الاستفادة منها عبر استخدامها كـ "كروت" للتفاوض والحصول على "ثمن معين"، مشددا على ضرورة إغلاق مثل هذه "الثغرات العربية" عبر عمل عربي جماعي سيتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا؛ بهدف تفويت الفرصة على أي طرف آخر للاستفادة من نقاط الضعف الموجودة في الجانب العربي، لتحقيق أهدافًا خاصة به.