تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الكاتب الفرنسي «فرنسوا مورياك»
ولد الكاتب فرانسوا موياك 11 أكتوبر 1885م في بوردو،على نهر غارون في جنوب غرب فرنسا، بالقرب من مصب النهر عند خليج جاسكونيا، وعمل كصحافي كم انتُخبَ «مورياك» للأكاديمية الفرنسية عام 1933م. أما ابنه كلود مورياك، فهو الآخر روائي مشهور.
دافع «مورياك» عن القيم الروحية والدينية، وامتلأت كتاباته مواقف إنسانية وأخلاقية، وصلت حد وقوفه ضد احتلال بلاده للجزائر والمغرب ودعا إلى استقلالهما، واتخذ مواقف مساندة للمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وأي استعمار استخدم العنف في السيطرة على الشعوب.
أسرار الوجود الإنساني
تركَّزت «مورياك» رواياته على فئات الطبقة الوسطى في مسقط رأسه «بوردو»، عكس تناوله لموضوعي الخطيئة والحب في رواياته، كما تكشف روايات«مورياك» عن أسرار الوجود الإنساني، وطبيعة القضاء والقدر والخطيئة الإنسانية، عن إيمانه بأن الله «عادل غفور»، وتتميز رواياته بلغتها الجميلة ذات البُعد النفسي، كما تأثر «مورياك» بتيار المسيحية الاجتماعية.
قدم «مورياك» للأدب العالمي وولبشرية نحوقرابة 30 مؤلفا من الروايات والمسرح، وغير ذلك من ألوان الأدب، ومن رواياته الشهيرة: «لحم ودم» 1920م؛ «قُبْلة للمجذوم »1922م؛ «تيريز ديسكروكس» 1927م؛ «عقدة الأفاعي» 1932م
بدأ «مورياك» في 1939م كتابة سلسلة من المقالات تُعبر عن وجهة نظره في الحياة والأدب لجريدة لو فيگارو، وأعيد طبع هذه المقالات على فترات أطلق عليها اسم«جورنال».
ومن مسرحيات الأديب «مورياك» للمسرح.. «أسمودي 1938م؛ الجحيم فوق الأرض 1951م؛ «غير المحبوب» 1945، «مرور الشرير»، 1948م
وجُمِعت أشعاره تحت اسم «دم آتيس» 1940م، وتضمنت كتاباته في السير الذاتية مؤلَّفين عن السيد المسيح عليه السلام وهما: حياة المسيح» 1936م؛ «ابن الإنسان»1958م.
فاز الكاتب الفرنسي الروائي والمسرحي «فرنسوا مورياك» بجائزة نوبل للآداب سنة 1952م، وجاء في تقرير لجنة الجائزة سبب حصوله عليها: «للبصيرة الروحية العميقة والكثافة الفنية التي يمتلكها في رواياته اخترقت مأساة الحياة البشرية، ونال وسام الصليب الأكبر لجوقة الشرف 1958، وقبل ذلك نال الجائزة الكبرى للرواية من الأكاديمية الفرنسية 1926م.
وتوفي الأديب والمسرحي الفرنسي «فرنسوا مورياك» في مثل هذا اليوم في الأول من سبتمبر 1970 عن عم يناهز 48 عاما في باريس.