الأحد 1 سبتمبر 2024

من أنتم؟!

مقالات1-9-2024 | 15:30

للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا.. وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم.. صدق الله العظيم.. هذه صفات من يستحق الصدقة كما ذكرت في القرأن الكريم.

فلحكمة لا يعلمها إلا الله خُلقنا جميعاً من طبقات متفاوته، لكل منا نصيب في الدنيا، لستُ متخصصاً في الفقه ولكني على يقين تام بأن الله عدل أرزاقنا متساوية بالقيراط يزيد ما يزيد.. يقل ما يقل لكنها بالتساوي، ربما مال وجاه، وربما صحة وراحة بال أو تعليم وثقافة، رضا وسكينة وهكذا.. بالتأكيد هناك كثيرون في حاجة للعون والمساعدة المادية أو حتى تغطية نفقات علاجهم، وكلاً منا يبحث بطريقته عن هؤلاء الأشخاص الأحق بالدعم دون إدعاء لفقر أو مرض لمساعدتهم بما نستطع.

وهناك طبقات من الأغنياء ورجال الأعمال ليس لديهم الوقت الكافي لوصل العون للمحتاج الأولى بالمساعدة، ولكنهم يطمعون في نيل ثواب الآخرة.

وللأسف بعضهم وهم كُثر باتوا يقعون في مرمى المُحتالون المبتزون ممن أصبح شغلهم الشاغل اختراق جروبات الأغنياء الخاصة بالسفر والطبخ وغيرها للتسول وإدعاء العوز وبشكل فج، يومياً تغريدات منسوخة مكررة هنا وهناك للإستعطاف بأن أطفالهم لم يدخل الزاد جوفهم من يوم أو يومين، وللأسف هؤلاء النصابين أحدثوا ربكة حقيقية وصعوبة التميز بين النصاب وبين الأحق بالصدقة بعدما اتخذ عدد كبير من النصابين الجروبات وسيلة للإبتزاز العاطفي ليضيع الفرصة عن شخص آخر كان في أمس الحاجة للمساعدة.

حتى وأن بعضهم اقتحموا جروبات الكومباوندات الفارهة التي أنشئت لحل أزمات السكان، وكذلك جروبات حجز الشاليهات و العقارات وجروبات السيارات المستوردة والتي يتخطي سعرها حاجز المليون، يستعطفون أعضاء الجروبات يطلبون إطعام أطفالهم وإيجار منازلهم، ويحتدون على من يقترح عليهم إرسال عناوينهم لدراسة حالتهم هم فقط يردون المال محولاً بالكاش، وللأسف كثيرون من أصحاب القلوب النقية يصدقون ويطلبون منهم أرقام لإرسال الأموال لهم عن طريق الكاش، يدفعون لهم إيمانا بأن ثوابهم يكمن من حسن نيتهم في مساعدتهم.

وهناك من يقوم بحظرهم وأنا من ضمن هؤلاء فأنا من أنصار الأقربون أولى بالمعروف، ومن الذين لا يثقون في مساعدة أحد إلا بضمان وصول الصدقة للمستحق المحتاج بعدما نرى ظروفهم وعفة أنفسهم، كفاحهم على ملامحهم علامات الشقى مميزة لا يختبئون وراء أقنعة.

وحتى لا ننسى هناك أيضاً نصب تبرعي من خلف الستار وهم من يقومون بجمع التبرعات لصالح أشخاص معينة مجهولة لنا دون حياء منهم يؤكدون على إنهم ما إلا فاعل خير، وبالطبع لم يخبرك جامع التبرع عن تفاصيل تلك الشخصيات سواء أماكن سكنهم أو حياتهم، فهو يكتفي بجملة بسيطة مكررة عبر صفحات التواصل الإجتماعي" حالة إعاقة تحتاج لمبلغ شهري، عروسة يتيمة تحتاج أجهزة كهربائية، فلان لم يستطع دفع مصاريف مدارس أبنائه، مريض يحتاج لعملية جراحية وهكذا، بالتأكيد لم ندخل في نية هؤلاء ولكن من أنتم؟! لجمع التبرعات من أشخاص كُثر بشكل فردي وبلا ضمانات أو دون إشهار جمعية خيرية، يجب أن يكون جمع التبرعات بشكل قانوني، وأن لا يسمح لأشخاص غير منوط لها العمل الخيري جمع تبرعات، خاصة وأن هناك مؤسسات كثيرة في الدولة تقوم بذلك، وإذا أراد هؤلاء الأشخاص المساعدة فالطريق الأسلم و الأصح هو التوصل مع هؤلاء فهم أهل إختصاص، وأن لا يتدخل أي فرد لجمع المال حتى لا يضع نفسه تحت طائلة الشك اتقوا الشُبهات و لا تجعلون أنفسكم عرضة لعبء ومسؤولية مال.

وأخيراً.. أتمنى أن يرفع هؤلاء الأغراب إيديهم عن جمع الأموال وأن تَكف أيديهم أيضاً عن الكتابات، أتركوها للمختص، لأصحاب العمل الخيري لمن يمكن لنا الرجوع إليه وأن يسأل عن أين ذهب المال واتقوا الشُبهات.