شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، حفل انطلاق الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، "دورة الدكتور علاء عبد العزيز"، برئاسة الدكتور سامح مهران، والذي أقيم مساء اليوم الأحد، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور نجوم المسرح والفن بمصر والوطن العربي، وعدد من قيادات وزارة الثقافة.
بدأ الحفل الذي قدمته الممثلة نورهان، بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، ثم عرض استعراضي من إخراج وليد عوني، بعدها صعد الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان الذي استهلّ كلمته قائلاً: "معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، أصحاب المعالي والسعادة ضيوف مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أخوتي وأخواتي من مسرحيي العالم، أهلاً وسهلاً بكم جميعا".
وأضاف: نحن الآن في الدورة الحادية والثلاثين من عمر هذا المهرجان العريق، الذي نجح في إصدار حوالي ألف كتاب حول التجريب في المسرح منذ بداية القرن العشرين. هذا الجهد توثّق للموجة الطليعية الأولى، وصولاً إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث شهد المسرح تحولات جذرية في معناه وأُسُسه، تحولات وُصِفَت من قبل البعض بأنها "عكس الاتجاه"، مما ميّز ما بات يُعرف بالعروض الفنية. ومع كل ذلك، لا يزال التساؤل قائماً حول مفهوم التجريب. حتى أن أحدهم كتب لي تعليقاً ساخراً يقول فيه: "هل يعني التجريب، يا سيدي، أن نمشي على رؤوسنا بدلاً من أرجلنا؟!"
وأضاف: "بالطبع لا أدخل في نقاشات من هذا النوع، لأن أرضية تلك النقاشات بيننا لا تتوافر على الإطلاق لكني أقول لهذا الصديق الساخر أن التجريب يرفض هيكلة الوعي للأفراد والجماعات، حتى يمتنع ذلك الوعي عن التوافق مع مسبقات ماضوية عفا عليها الزمن، أي أن التجريب يسعى للانعتاق من الماضي، ومن التبعية للآخرين فالطالما كان المسرح عبر عصوره المختلفة، نظاماً تهذيبياً يعمل على تشجيع استسلام المتفرج للأوضاع الراهنة حينها، وهو ما أبعده عن الاهتمامات الملحة للحياة اليومية، فأبعده عن الشك، التساؤل، التفاعل مع المتفرجين والتفاوض معهم، والحديث يطول".
واختتم: "تمنياتي لكل السادة ضيوف المهرجان الأعزاء على قلوب كل مصري، بإقامة مريحة مفيدة تعمل على الرقي بأوطاننا عبر حوارات هادفة لا تنتقص من أحد، بقدر ما ترسخ للديموقراطية الثقافية، التي هي أملنا الوحيد في عالم السياسة المعقد والأناني، والذي لا يؤمن إلا بالعقل التقني والمكسب المادي على حساب الأرواح، مقتاتاً على اللحم البشري النيئ".
بعدها صعد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لإعلان إطلاق الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، قائلا: "السيدات والسادة الحضور الكريم، أنه من دواعي سروري أن نلتقي اليوم من قلب القاهرة النابض بالحياة حيث يعود مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ليضيء سماء العاصمة بالإبداع، ويفتح لنا نافذة على عوالم جديدة من الخيال والفن.
وها نحن نحتفي بأكثر من ثلاثة عقود من مهرجان رائد و متفرد، هو مرآة تعكس روح الإبداع، حيث تتحد الحداثة مع التراث، وتلتقي التجربة بالتقليد، ليولد من هذا الاندماج فن جديد، ولغة مختلفة للتعبير، دعوة للتجربة، ومحاولة لاكتشاف آفاق جديدة في عالم الفن.
في هذه الدورة، التي نهديها إلى مبدع استثنائي من مبدعي المسرح المصري المعاصر، الدكتور علاء عبد العزيز، نلتقي على مدار 11 يومًا من الفعاليات والورش والندوات، وبمشاركة نخبة من القائمين على تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم، لنشهد أحدث التيارات والاتجاهات نبني جسور التواصل بين الثقافات والشعوب المختلفة والفنانين، مما يساهم في إثراء المشهد المسرحي العربي والعالمي.
وفي الختام، أرفع القبعة تحية لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الفني الكبير، ولكل من يعمل بجد لتثقيف أجيال جديدة وتطوير المشهد الفني. وشكرا لحضراتكم جميعًا".
ومع ختام كلمة الوزير، أعلن الدكتور سامح مهران، أعضاء لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعام 2024، وهم: من "مصر"، الشاعر والسيناريست الكبير مدحت العدل رئيسا للجنة، وتضم اللجنة في عضويتها: النجمة سلوى محمد علي "مصر"، الفنان جون سيبي أوكومو "كينيا"، الفنان ساڤاس پاتساليدس "اليونان"، الفنان مارت ميوس "استوانيا"، الفنان والأكاديمي د. عبدالاله السناني "السعودية"، الكاتب والروائي هزاع البراري "الأردن".
بعدها قام كلا من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ورئيس المهرجان الدكتور سامح مهران، بتكريم عدد من الشخصيات المسرحية البارزة مصريا ودوليا، مما أثروا الحركة المسرحية في مصر والعالم، وهم: من "مصر"، النجم محمود حميدة، والفنان القدير د. محمد عبد المعطي، ومهندس الديكور د. صبحي السيد، والناقد فتحي العشري، وفريق البرشا المسرحي.
ومن لبنان، كرم المهرجان الفنان القدير وليد عوني، ومن مملكة البحرين كُرم الفنان يوسف الحمدان، ومن العراق تم تكريم د. ميمون الخالدي، ومن اليونان يُكرم الفنان ساڤاس پاتساليدس، ومن الإمارات كرم الكاتب محمد سعيد الظنحاني.
ومن السعودية تم تكريم الكاتبة والناقدة الكبيرة ملحة عبدالله، ومن استوانيا كرم الفنان مارت ميوسي، من "كينيا" الفنان جون سيبي أوكومو، وشخصية العام الكاتب الكبير إسماعيل عبد الله رئيس الهيئة العربية للمسرح وهذه الجائزة مستحدثة هذا العام.