الأربعاء 4 سبتمبر 2024

علماء الفلك يعثرون على أقدم نص يشير إلى كسوف كلي للشمس

كسوف الشمس

ثقافة4-9-2024 | 01:04

إٍسلام علي

عندما قام علماء الفلك بتحليل نص هندوسي قديم يعرف باسم "ريج فيدا، والذي يعرف أنه أقدم ذكر معروف لكسوف الشمس، اكتشفوا أنه يشير إلى كسوف كلي للشمس حدث قبل حوالي 6000 عام.

 

وذكر في ذلك النص الهندوسي " إن هذه المقاطع مفعمة بالزخارف، لكنها مناسبة لوصف الكسوف، حيث تصف الشمس بأنها "مثقوبة" بالظلام والكآبة، وتقترح أن قوى شريرة تسببت في "اختفاء الفنون السحرية" للشمس".

 

تم جمع "الريج فيدا"، وهو مجموعة من الأمثال والترانيم من مدارس دينية وفلسفية مختلفة، حوالي عام 1500 قبل الميلاد، وكما هو الحال مع معظم النصوص الدينية، فإنه يتناول أحداثًا تاريخية.

وتعود معظم هذه الأحداث إلى فترة كتابته، لكن بعضها يعود إلى فترات أقدم بكثير، فعلى سبيل المثال، تشير بعض المقاطع في الريج فيدا إلى موقع شروق الشمس أثناء الاعتدال الربيعي، حيث يصف أحدها حدوث الاعتدال في كوكبة الجبار، بينما يشير آخر إلى وقوعه في كوكبة الثريا.

 

تتيح هذه الأوصاف لعلماء الفلك تحديد تواريخ تلك الإشارات، لأنه بسبب دوران الأرض حول محورها وتأثير الحركة المتذبذبة لهذا المحور يتغير الموقع النسبي للأحداث الفلكية بمرور الزمن.

حاليًا، يقع الاعتدال الربيعي في كوكبة الحوت، وكان في كوكبة الجبار حوالي عام 4500 قبل الميلاد وفي كوكبة الثريا حوالي عام 2230 قبل الميلاد، مما يدل على أن الريج فيدا قد سجل ذكريات عن أحداث فلكية حدثت قبل زمن طويل من تدوينه.

 

وتعتبر لغة الريج فيدا رمزية ومجازية إلى حد كبير، مما يجعل من الصعب التمييز بين القصص الأسطورية والتاريخية، لكن عالما الفلك مايانك فاهيا من معهد تاتا للأبحاث الأساسية في مومباي وميتسورو سوما من المرصد الفلكي الوطني في اليابان، يعتقدان أنهما قد وجدا إشارات إلى كسوف قديم للشمس، وقد نشرا نتائجهما في مجلة "التاريخ والتراث الفلكي".

 

تصف هذه المقاطع الشمس بأنها "مثقوبة" بالظلام والكآبة وتقترح أن قوى شريرة تسببت في "اختفاء فنون السحر" للشمس، لاحظ علماء الفلك أن هذه المقاطع لا تشير إلى قصة راو وكييتو، وهي أسطورة هندوسية أحدث تتعلق بالكسوف، مما يشير إلى أن هذه المقاطع تعود لفترة تسبق ظهور تلك الأسطورة.

 

ساعدت المقاطع الإضافية علماء الفلك في تحديد الإطار الزمني للكسوف، إذ تشير إلى أن الكسوف حدث عندما كان الاعتدال الربيعي في كوكبة الجبار، وقبل ثلاثة أيام فقط من الاعتدال الخريفي، وكان كسوفًا كليًا للشمس.

 

وقد حدث فوق المنطقة التي عاش فيها مؤلفو الريج فيدا، وحدد علماء الفلك تاريخين محتملين يناسبان هذه المعايير: 22 أكتوبر 4202 قبل الميلاد، و19 أكتوبر 3811 قبل الميلاد، وكلا التاريخين أقدم من الأقدم ذكرًا المسجل حاليًا لكسوف الشمس، وهو لوح طيني اكتُشف في سوريا وسجل كسوفًا إما في عام 1375 قبل الميلاد أو 1223 قبل الميلاد، بالإضافة إلى نقش صخري في أيرلندا قد يشير إلى كسوف حدث في عام 3340 قبل الميلاد.

 

تُظهر الإشارة الجديدة الموجودة في الريج فيدا كيف كان الكسوف الكلي للشمس يجذب انتباه الناس في العصور القديمة، وكيف يمكن للنصوص القديمة أن تسهم في تعزيز معرفتنا الحالية بالأحداث الفلكية، وذلك طبقا لما ذكره موقع science daily.