الخميس 5 سبتمبر 2024

اصطدام كويكب يغير محور دوران أكبر أقمار المجموعة الشمسية

قمر جانيميد

ثقافة5-9-2024 | 02:17

إسلام علي

اصطدم كويكب بقمر المشتري جانيميد قبل حوالي 4 مليارات سنة، مما أدى إلى تغيير في محور دوران أكبر أقمار النظام الشمسي. 

يعتبر جانيميد أكبر أقمار النظام الشمسي، وهو أكبر حتى من كوكب عطارد، ويتميز بوجود محيطات من المياه السائلة تحت سطحه الجليدي، وقد توصل أحد الباحثين الآن إلى أن هذا الاصطدام كان ناجمًا عن كويكب يفوق حجمه بحوالي 20 مرة حجم الكويكب الذي أنهى عصر الديناصورات على الأرض، مما أدى إلى واحد من أكبر الاصطدامات التي تركت آثارًا واضحة في النظام الشمسي.

ويعد قمر جانيميد، مثل قمر الأرض، مقيد بالمد والجزر، مما يعني أن فترة دورانه حول نفسه متساوية مع فترة دورانه حول كوكب المشتري.

وعلى سطحه، توجد أخاديد تشكل دوائر متحدة المركز حول منطقة معينة، ما دفع الباحثين في الثمانينيات إلى افتراض أن هذه الأخاديد ناجمة عن اصطدام كبير. 

يقول عالم الكواكب ناويوكي هيراتا من جامعة كوبي: "تتميز أقمار المشتري بخصائص فريدة، لكن ما لفت انتباهي هو هذه الأخاديد على جانيميد".

ويضيف: "نحن نعلم أن هذه الأخاديد نتجت عن اصطدام كويكب منذ حوالي 4 مليارات سنة، لكن لم نكن نعرف حجم الاصطدام وتأثيره على القمر."

نظرًا لندرة البيانات من الأجسام البعيدة، فإن البحث في هذا المجال صعب جدًا، كان هيراتا أول من أدرك أن موقع الاصطدام المحتمل يقع تقريبًا على خط الطول الأبعد عن كوكب المشتري، هذا وبالاعتماد على تشابهات مع اصطدام على بلوتو تسبب في تغيير محور دورانه، افترض هيراتا أن جانيميد قد خضع لتحول مشابه في محور دورانه.

استخدم هيراتا كمتخصص في محاكاة الاصطدامات الكونية، هذا الإدراك لحساب نوع الاصطدام الذي يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا التحول.

نشر هيراتا بحثًا في مجلة "Scientific Reports"، يشير إلى أن الكويكب الذي اصطدم بجانيميد قد بلغ قطره حوالي 300 كيلومتر، أي حوالي 20 مرة أكبر من الكويكب الذي قضى على الديناصورات قبل 65 مليون سنة.
وأدى هذا الاصطدام إلى تشكل حفرة مؤقتة يتراوح قطرها بين 1400 و1600 كيلومتر، ووفقًا لمحاكاة هيراتا، فإن مثل هذا الاصطدام الكبير يمكن أن يغير توزيع الكتلة بشكل كافٍ لتحريك محور دوران جانيميد إلى موقعه الحالي، بغض النظر عن موقع الاصطدام على السطح.

يقول هيراتا: "أرغب في فهم أصل وتطور جانيميد وأقمار المشتري الأخرى. لا بد أن الاصطدام العملاق كان له تأثير كبير على التطور المبكر لجانيميد، لكن التأثيرات الحرارية والبنيوية على باطن القمر لم تُدرس بشكل كاف، أعتقد أنه من الممكن إجراء أبحاث مستقبلية لفهم التطور الداخلي لأقمار الجليد."

يُعد جانيميد، بمحيطاته الجوفية المثيرة للاهتمام، الوجهة النهائية لمسبار جويس الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط، ستدخل المركبة المدار حول جانيميد في عام 2034 لإجراء عمليات رصد تستمر لمدة ستة أشهر.