الخميس 5 سبتمبر 2024

صحيفة صينية: قمة «فوكاك» تقرب الحدود بين الصين وإفريقيا للتغلب على التحديات المشتركة

منتدى التعاون الصيني الأفريقي

عرب وعالم5-9-2024 | 10:56

دار الهلال

 رجحت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أن ترفع قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي الجارية مستوى المشاركة والتعاون بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى، وذلك وسط توقعات بأن تقترح سبلا للتغلب على التحديات التي يواجهها العالم وتحدد التدابير اللازمة لتعزيز المكاسب التي حققها الجانبان بالفعل.

وأشارت الصحيفة الصينية - في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الخميس - إلى أن الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت في يوليو الماضي قررت تعميق الإصلاح بشكل شامل وتعزيز الانفتاح على مستوى عال، وبالتالي توفير فرص جديدة لأفريقيا وبقية العالم لتقاسم ثمار التنمية الصينية.

وذكرت الصحيفة أن التعاون القوي بين الصين وأفريقيا وبشكل خاص بعد انعقاد المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي الأول في مقاطعة هونان في عام 2018 قد اتاح للدول الأفريقية وصولا أكبر إلى السوق الصينية، وبلغ حجم التجارة بين الجانبين في عام 2023 نحو 1ر282 مليار دولار، بزيادة 11 بالمائة على أساس سنوي، وارتفع الاستثمار الصيني في أفريقيا إلى 40 مليار دولار.

وبالإضافة إلى التجارة والاستثمار، ستتيح القمة للقادة الأفارقة أيضا فرصة لمناقشة سبل القضاء على الفقر مع نظرائهم الصينيين، لأن الصين حققت المهمة الضخمة المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع في عام 2020.

ولفت المقال إلى شعور الدول الأفريقية بالتفاؤل بشأن مشاركتها مع القادة الصينيين خلال القمة في بكين، وأشاد الرئيس النيجيري بولا تينوبو مؤخرا بما تفعله الصين في أفريقيا حيث تساعد الصين في تعبئة رأس المال للمشروعات التي تؤثر بشكل إيجابي على حياة وسبل عيش الشعوب الأفريقية.

وباعتبارها آلية حقيقية للمشاركة بين أفريقيا والصين، فيعتبر منتدى التعاون الصيني الأفريقي منصة للحوار والتشاور، فضلاً عن تمكين النتائج العملية والملموسة للدول الأفريقية.

وقد ساعد منتدى التعاون الصيني الأفريقي في تلبية احتياجات الدول الأفريقية من بناء البنية التحتية والتجارة والاستثمار إلى التبادلات الثقافية والتعليمية القوية، وتخفيف العجز التاريخي في البنية التحتية والاتصال في القارة.

يُشار إلى أن القمتين الثانية والثالثة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي اللتين عُقدتا في جوهانسبرج وبكين في عامي 2015 و2018 على التوالي كانتا بمثابة نقطة تحول في التعاون بين الصين وأفريقيا، وقد حددت القمتان مجالات التعاون الحاسمة والمستهدفة ومنها بناء البنية الأساسية والتصنيع والتحديث الزراعي والرعاية الصحية وبناء القدرات والتبادلات الثقافية والتعليمية، وساهمتا بشكل كبير في التعافي الاقتصادي للدول الأفريقية وتعزيز التجارة الإقليمية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. وأصبحت آلية منتدى التعاون الصيني الأفريقي المنصة الأكثر تأثيرا في أفريقيا للتعاون العالمي من خلال المشاورات المكثفة.

ومن المرجح أن تحصل أفريقيا من بكين على وعود بمزيد من الاستثمارات وزيادة التجارة وبناء البنية الأساسية، وهو ما سيخفف من الآثار الجانبية للإصلاح الاقتصادي في جميع أنحاء القارة.

وأشار المقال إلى أن الصين قد حققت بفضل الإصلاح والانفتاح معجزة اقتصادية حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم ونجحت في القضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع مزدهر باعتدال في جميع النواحي، فتعتبر الرحلة الاقتصادية التي خاضتها الصين رائعة ونموذج التنمية الذي تتبناه هو الأكثر نجاحا، إلا أن نسخ نموذج التنمية الصيني بشكل أعمى، لا يتيح للدول الأفريقية تحقيق الكثير لأن الحقائق على الأرض والأنظمة الاقتصادية والسياسية في الصين والدول الأفريقية مختلفة تماما.

ومضت الصحيفة تقول إن التعاون بين أفريقيا والصين قطع شوطا طويلا، ولكن عند هذه النقطة التاريخية الحرجة حيث تحتاج الصين إلى تعزيز التعاون مع دول الجنوب كحصن ضد سياسة احتواء الصين التي ينتهجها الغرب بقيادة الولايات المتحدة، تحتاج أفريقيا والصين إلى إعادة تقييم آليات التعاون بينهما لضمان تجاوز التبادلات الطبيعية.

وأشار المقال إلى أن التحديات التي تفرضها حالة عدم اليقين العالمية المتزايدة تعني أن الشركاء التقليديين مثل أفريقيا والصين لابد وأن يكونوا مبدعين، لأنهم لا يحتاجون فقط إلى الحفاظ على زخم علاقتهم، بل وأيضا إلى ضخ حيوية جديدة في شراكتهم والتي يمكن أن تحول الفرص القائمة إلى نتائج ملموسة.

واختتم المقال "إنه من المتوقع على نطاق واسع أن تدفع قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي نحو إصلاح نظام الحوكمة العالمية لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافا يلتزم بمبدأ أن العالم ككل هو مجتمع له مستقبل مشترك".