علق الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، على إمكانية اختفاء جزر بسبب تغير المناخ وارتفاع منسوب البحر، قائلًا: "بالفعل من الممكن أن تختفي جزر، حيث أن كل الدراسات التي تمت على مستوى العالم والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تشير إلى أن مستويات البحر ستزيد من 40 إلى 50 سم وأكثر بحلول عام 2100 على مستوى العالم".

وأضاف "سمعان" في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" على فضائية "مصر الأولى" اليوم الخميس، أن هذا الأمر يعني أنه سيتم تشريد أكثر من 250 مليون شخص سواء من المدن الساحلية أو الجزر، وهو ما أكدته بعض الدراسات التي نشرت في مجالات دولية مثل نيتشر وغيرها، موضحًا أن بعض الجزر وأبرزها المالديف ارتفاعها لا يزيد عن أكثر من متر من فوق سطح البحر، وبزيادة منسوب البحر فأن نصف هذه الجزيرة سيختفي ولن يكون بها سكان لأنها ستغرق، وكذلك جزر كثيرة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة كمية المياه.

وتابع، أن زيادة كمية المياه عالميًا سببه انصهار الجليد في القطبين بالإضافة إلى أن درجات الحرارة تؤدي لتمدد المياه، وبالتالي زيادة كمية المياه وارتفاعها على الشاطئ ويمكن بذلك حدوث اختفاء بعض الجزر، موضحًا أن الجزر الموجودة في المحيط الهادي هي الأكثر عرضة للاختفاء بسبب التغيرات المناخية، مثل جزيرة جزر المارشيل وبلونيزا الفرنسية وكالدونيا، ويليها المناطق الساحلية الموجودة على الشواطئ مثل نيويورك وهولندا، وكل المناطق الشاطئية.

وأردف، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، أنه سيكون هناك اختلاف في تأثير التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه بحسب بعد بداية العمران عن الشاطئ، فلو كان البنية التحتية قريبة من الشاطئ ستتأثر بشكل كبير، وإذا كانت بعيدة عن الشاطئ سيكون التأثير على المدى البعيد.

وأكد "سمعان"، أن زيارة هذه الجزر المعرضة للغرق والاختفاء حاليًا ليس خطرًا لأن التحول وارتفاع منسوب المياه حوالي 10 سم، وأن الخطورة ستكون خلال الـ 50 عام القادمة، فالأمر يستغرق وقت طويل لحدوثه، مؤكدًا: "هذا الأمر جرس إنذار للعالم للتحرك من أجل الحياة على كوكب الأرض، لأن تغير المناخ يؤثر على الغذاء والأمراض ويوقف انتشار الحياة بشكلها الطبيعي ويؤثر على النظم الطبيعية ويؤدي لخلل كبير فيها ويؤثر على حياة الإنسان بشكل كبير.