أكد السفير الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي سفير السودان بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، اليوم الخميس، أن الدول العربية تواجه تحديات كبيرة في أمنها الغذائي، وقد أظهرت جائحة الكورونا والحرب الروسية الأوكرانية حجم الهشاشة في الأمن الغذائي العربي وخطورة اعتماد الدول العربية على استيراد الغذاء، مطالبًا بضرورة اتخاذ خطوات عملية جادة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي.
جاء ذلك في كلمة السفير السوداني بالقاهرة خلال أعمال الدورة الـ114 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية على المستوى الوزاري التي انعقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وأعرب السفير عماد الدين عدوي - في بداية كلمته - عن تضامن الشعب السوداني الكامل مع أشقائه في فلسطين الذين يواجهون مشروع إبادة جماعية لا مثيل لها في التاريخ، داعيا المجلس بكل ما يملك من أدوات لدعم مساعي إيقاف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال : "رغم متابعتنا بلوغ عدد من الدول العربية لأهداف اقتصادية كبيرة وتحقيق طفرات ملحوظة في شتى القطاعات بما فيها التحول الرقمي، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في أمنها الغذائي، وقد أظهرت جائحة الكورونا والحرب الروسية الأوكرانية حجم الهشاشة في الأمن الغذائي العربي وخطورة اعتماد الدول العربية على استيراد الغذاء".
وطالب بضرورة اتخاذ خطوات عملية جادة لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي ومبادرة السودان للأمن الغذائي العربي بدءاً بالمساهمة العربية الفاعلة في برنامج إنجاح الموسم الزراعي في السودان الذي تقوده المنظمة العربية للتنمية الزراعية.. قائلا : إنه بالشراكات الاستراتيجية في المجال الزراعي ، تستطيع شعوبنا العربية تحقيق أمنها الغذائي وتتحرر من مخاطر اعتمادها الكبير على الخارج.
وأضاف :أنه في الوقت الذي نعتز فيه بما تحقق من إنجازات بعض الدول العربية في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعي، نرى تراجعاً لدى البعض في بلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030، وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها رغم ما تتمتع بها من موارد طبيعية وإمكانات هائلة نتيجة الهشاشة التي سببتها النزاعات والتحول المناخي السالب مما يستدعي النظر في توفير موارد خاصة عبر الصناديق العربية لمواجهة التحديات التي تمر بها عدد من الدول الأعضاء التي تعاني من الهشاشة، وبذل مزيد من الجهود نحو التكامل الاقتصادي والعمل العربي المشترك ليتحقق للجميع المزيد من الكسب والازدهار.
وتطرق إلى الوضع في السودان قائلا :"كما تعلمون تمر بلادي بحرب فرضت عليها وأدت إلى أكبر موجة نزوح شهدها العالم في الداخل ولجوء أعداد كبيرة للخارج، وفقدان العديد من الأرواح البريئة، تلك الحرب التي أدت لتدمير شبه كامل للبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية في البلاد".. معربا عن شكره للمواقف العربية المشهودة الداعمة لخيارات الشعب السوداني في حقه في الدفاع عن بلده والحفاظ على مؤسسات دولته.
كما أعرب عن شكره للدول العربية كافة على جهودها في تعزيز الاستجابة الإنسانية لخفض الأضرار التي لحقت بالسودانيين جراء الحرب .. قائلًا: "إن تلك المواقف عبرت عن عمق العلاقات بين الشعوب العربية وتضامنها في ساعات العسرى"
وأكد أن الحالة الإنسانية الطارئة لا تزال مستمرة سيما مع دخول فصل الخريف والأضرار التي لحقت بعدد مقدر من ولايات السودان وانهيار منازل المواطنين مما أثر على النشاط الاقتصادي وتحديداً القطاع الزراعي وتأثر أكثر من 60 منطقة عبر 12 ولاية والتعقيدات التي خلفها انهيار سد "أربعات" الذي يبعد عن ولاية البحر الأحمر 20 كيلومترا ويعد أحد المصادر الرئيسة لتغذية مدينة بورتسودان بالمياه، وما أحدثه ذلك من ضحايا في الأرواح ونزوح الآلاف وتحويل الأراضي الخصبة إلى أراض مغطاة بالأطمار وما يمثله ذلك من تهديد صريح للأمن الغذائي في عدد من ولايات السودان كذلك على أنظمة الرعاية الصحية التي تحتاج لدعم يعزز من القدرة على الاستجابة والمجابهة.
وقال سفير السودان : إن الحرب التي فرضت على بلاده في طريقها إلى النهاية بفضل تماسك الجبهة الداخلية ومساندة الشعب لقواته المسلحة فيما يكمن التحدي الأكبر في عملية إعادة الإعمار وإعداد البلاد لتنمية شاملة ومتوازنة تؤسس لمرحلة جديدة من البناء والتنمية متطلعين لدور فاعل من قبل الجامعة العربية وأجهزتها وفي مقدمتها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا السياق، عبر المساهمة في حشد المانحين من المنطقة العربية وخارجها للاستعداد لخلق شراكات فاعلة تعود بالنفع على شعوب منطقتنا العربية.