الخميس 5 سبتمبر 2024

وزير الكهرباء: توجيهات رئاسية بتدعيم أواصر الشراكة بما يعود بالنفع على الدول الإفريقية

الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة

اقتصاد5-9-2024 | 17:07

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر مستعدة دائمًا للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات وتقديم كافة سبل الدعم في مختلف المجالات، ونقل خبراتها في مجال الهيدروجين الأخضر للأشقاء في أفريقيا، وذلك في إطار التوجيهات الدائمة والمستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بتدعيم أواصر الشراكة والتعاون والعمل المشترك بما يعود بالنفع ويحقق الفائدة لدول القارة.

جاء ذلك، اليوم الخميس، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال افتتاح قمة إفريقيا العالمية للهيدروجين المنعقدة في العاصمة الناميبية ويندهوك، خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر الجاري تحت عنوان "من الطموح إلى العمل، نحو ثورة صناعية خضراء"، مضيفاً أن قارتنا الإفريقية هي واحدة من أغنى قارات العالم من حيث الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى الموارد البشرية.

وأوضح عصمت أهمية الهيدروجين الأخضر كجزء أساسي من مستقبل الطاقة منخفضة الكربون، والذي سيساهم في إطلاق أول فرصة صناعية خالية من الكربون في العالم، وإفريقيا هي القارة التي سيتحقق فيها هذا المستقبل.

وأشار إلى أن سوق الهيدروجين بحاجة إلى جهد كبير، ولا تزال العلاقة بين العرض والطلب في مرحلة التطور وقد تختلف التوازنات بين الاستخدام المحلي والتصدير وفقًا لعدة عوامل، بما في ذلك السياسات الحكومية والحوافز التي غالباً ما تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الاستخدام المحلي والتصدير للهيدروجين الأخضر.

وأضاف أن إفريقيا سجلت مؤشرات نمو واعدة على مدار العقد الماضي، رغم أن العديد من الدول الأفريقية لا تزال تعاني نقصًا في الوصول إلى الطاقة وتواجه العديد من التحديات المتمثلة في نقص البنية التحتية، فضلًا عن التكلفة العالية وصعوبة تأمين التمويل اللازم، مما يؤثر سلبًا على تنافسية القارة الإفريقية ومشاركتها في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل أن نكون كأفارقة جزءًا من التحول العالمي لنظم الطاقة لتحقيق اقتصاد مستدام مع مراعاة المنفعة الاجتماعية والبيئية لكافة الأطراف.

وقال عصمت إن هذه القمة الهامة تعد بمثابة فرصة عظيمة لجميع المشاركين لتبادل الخبرات والمعرفة وإطلاق العنان لإمكانات الهيدروجين في إفريقيا، والاستفادة من تأثيرها المتوقع على تحقيق انتقال طاقة مستدام وعادل عالميًا، واتخاذ قرارات داعمة في مسار تنفيذ أجندتنا الكبرى 2063 بعنوان "أفريقيا التي نريدها". 

كما أوضح أهمية الاستفادة من المشاركة في هذه القمة الحاسمة لقارتنا الإفريقية، التي تُعقد تحت رعاية وتنظيم حكومة ناميبيا، بدعم من وزارة التعدين والطاقة، بحضور ومشاركة المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية والوزراء وقادة الأعمال ومطوري المشاريع والمستثمرين والتقنيين والمستخدمين النهائيين من جميع أنحاء إفريقيا والعالم، بهدف تشجيع الشراكات والاستثمارات وتوفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة الخضراء ذات الأهمية الاستراتيجية والوطنية في جميع أنحاء إفريقيا.

وأكد عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر شهد تحولًا منذ فترة طويلة، وبدأ القطاع الاعتماد على مصادر الكهرباء منخفضة الكربون، واعتمد بشكل أساسي على استغلال موارد الطاقة المتجددة التي ساهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة الطاقة وتأمين إمدادات الكهرباء وتقليل الانبعاثات، مشيرًا إلى الموافقة على "استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035"، التي حددت نصيب مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بـ 42% من إجمالي الطاقة المولدة بحلول عام 2035.

وأضاف أن التحديث مستمر لهذه الاستراتيجية حتى عام 2040 في ضوء التطورات العالمية المتعلقة بتقنيات الطاقة المتجددة، وتطوير أنظمة تخزين الطاقة والاتجاه الجديد نحو الهيدروجين الأخضر، واعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب.

وأشار الوزير إلى الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية ورغبتها في تشجيع اقتصاد الهيدروجين الأخضر، حيث تم اتخاذ العديد من التدابير لتطوير الهيدروجين في مصر. وصدر في سبتمبر 2023 مرسوم رئيس مجلس الوزراء بإنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، والذي يهدف إلى توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في هذا المجال، وضمان تنافسيتها على المستويات الدولية والإقليمية. وجاءت موافقة المجلس الأعلى للطاقة في فبراير 2024 على الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون تأكيدًا لحلم المواطن المصري بأن "تصبح مصر واحدة من القادة العالميين في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون". 

ولفت إلى الخطط الطموحة لقطاع الهيدروجين، التي تستهدف الوصول إلى ما يقرب من 5 إلى 8% من السوق العالمي القابل للتداول بحلول عام 2040. وصدر قانون بشأن الحوافز لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وضوابط منح هذه الحوافز، والذي سيساهم بشكل كبير في تشجيع القطاع الخاص على المشاركة بفاعلية في مشروعات الهيدروجين الأخضر.

واختتم عصمت كلمته خلال قمة أفريقيا العالمية للهيدروجين بالتأكيد على أن مصر، كجزء من القارة الإفريقية، مستعدة لنقل خبراتها المتعلقة بكافة المجالات وخاصةً الهيدروجين الأخضر إلى الأشقاء في الدول الإفريقية، معربًا عن توقعاته بالتوصل إلى القرارات الصحيحة والداعمة لتنفيذ أجندتنا الكبرى 2063 "إفريقيا التي نريدها".