السبت 19 اكتوبر 2024

في ذكرى رحيله .. "المشير أبوغزالة" نجم ساطع في تاريخ العسكرية المصرية

المشيرة أبو غزالة

تحقيقات6-9-2024 | 14:26

محمود غانم

سطع نجم المشير محمد أبوغزالة كواحد من أبرز رجال العسكرية المصرية في القرن العشرين، وذلك نظرًا لملاحم كثيرة خاضها ضد العدو الإسرائيلي في خضم حرب الإستنزاف، وحرب أكتوبر المجيد، حيث كان قائد المدفعية، الذي أدى دوره على الوجه الأكمل.

ويصادف اليوم الأحد الـ٦ سبتمبر، الذكرى الـ١٦ لرحيل المشير أبوغزالة صاحب الحس الوطني العال عن عالمنا عن عمر يناهز الـ٧٨ عامًا إثر معاناة مع مرض السرطان.

 نشأة أبوغزالة

ولد المشير محمد عبد الحليم أبوغزالة فى الأول من يناير ١٩٣٠ بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات، محافظة البحيرة، حيث عاش طفولة هادئة سعيدة.. حصل على المركز الثالث عشر فى الشهادة الثانوية العامة "التوجيهية وقتها"، في مـصـر متفوقًا على أقرانه في مواد الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية، ليلتحق بالكلية الحربية وتخرج فيها أول فبراير عام ١٩٤٩، اختار سلاح المدفعية الذى يناسب قدراته وحبه لمادة الرياضيات وانضم إليه.

شارك فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨، في نهايتها قبل الهدنة بأيام قليلة، ثم سافر في بعثة دراسية عسكرية إلى موسكو عام ١٩٥٧، وعاد عام ١٩٦١ ليعمل فى فرع التعليم بمعهد المدفعية، ثم تولى رئاسة هذا الفرع خلال حرب يونيو ١٩٦٧، لم يشترك فى حرب يونيو ١٩٦٧ ، لكنه شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ۱۹۷۳، وأبلى بلاء حسنًا، وفق ما أوردته الباحثة أميرة فكري، في كتاب "المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة.. مسيرة حياة

أبوغزالة وحرب أكتوبر

إبان حرب الـ٦ أكتوبر ١٩٧٣، كان "أبوغزالة" يحمل رتبة عميد وقائدًا على مدفعية الجيش الثانى الميدانى، وفي ذلك اليوم وتحديدًا حين أشارت الساعة إلى الثانية ظهراً وخمس دقائق، أصدر الأمر بالضرب فانهالت آلاف المدافع بالضرب على نقاط العدو الحصينة، ونتيجة لذلك جرى إسكات ٩٠ بالمائة من بطاريات مدفعية العدو ولم تتمكن من إنتاج أى نيران مؤثرة على قواتنا، حيث بلغ وزن الدانات التى أطلقت فى التمهيد النيرانى من المدفعية ٣مليون كجم.

ويقول أبوغزالة فى كتابه "وانطلقت المدافع عند الظهر": "أنشاء العدو عدد كبيرًا من السواتر الترابية أطلقنا عليها مصاطب وصل من ١ إلى ١٠، وذلك على أعماق مختلفة على جميع المحاور المحتمل أن تعمل عليها قواتنا".

ويضيف أبوغزالة:"السيطرة على هذه المصاطب وحرمان العدو من استخدامها دفعت مجموعات اقتناص دبابات مسلحة بالقواذف الصاروخية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات التى يحملها جنود من المدفعية على الظهر وألغام مضادة للدبابات وقنابل مضادة للدبابات، وكانت مهمة هذه المجموعات اقتحام القناة مع بداية التمهيد النيرانى والوصول إلى السواتر واحتلالها وصد أى هجمات مضادة لاحتياطات العدو".

ويذكر عن يوم الـ١٩ أكتوبر ١٩٧٣، الذي شهد ضغط بواسطة العدو على الفرقة ١٩مشاة؛ لأنها تعرضت لاختراق من جانب إسرائيل:"كان بينى وبين قائد مدفعية هذه الفرقة اللواء عبد العزيز الجوهرى اتصال لاسلكى مفتوح استطاع من خلاله أن يحدد لى وصفًا للإقتحام الإسرائيلي الذى كان يتم بدبابات عددها كبير، وكان على قائد هذه الفرقة أن يحدد لى لحظة إطلاقى النيران على هذه الدبابات... وفجأة انقطع الاتصال بينى وبين قائد الفرقة يمكن دقيقة ولكن مرت كسنة، خيل لى أن الموقع قد سقط وأن من فيه قد ماتوا أو انتهوا ومع مرور ثوانى دون أن أسمع صوت قررت المغامرة وأصدرت الأمر إلى ٢٥٠ مدفع كانت تحت قيادتى أن توجه طلقاتها إلى موقع لا يتجاوز عرضه ٦ كليوامترات وفى لحظة إطلاق النار عاد الإتصال وسمعت صوت الجوهرى يقول لى اضرب يافندم".

أبوغزالة بعد حرب نصر أكتوبر المجيد

وعقب حرب أكتوبر، حصل أبوغزالة على "نجمة الشرف" ورقى إلى رتبة لواء وعين رئيسًا لأركان مدفعية القوات المسلحة، وفى عام ١٩٨٠صدر قرارًا جمهوريًا بتعين أبوغزالة رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة مع ترقيته إلى رتبة الفريق.

وفى عام ١٩٨١، عين أبوغزالة قائدًا عامًا للقوات المسلحة، بعد أن لقى الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع آنذاك وعدد من كبار قادة القوات المسلحة حتفهم إثر تحطم الطائرة التى تقلهم.

وفى عام ٢٠٠٨، فاضت روح أبوغزالة إلى بارئها عن عمر يناهز ٧٨ عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.