تُعد بطاريات البكتيريا التي تستخدم التربة كمصدر للطاقة تقنية مبتكرة تُنبئ بثورة في مجالات عدة، منها الزراعة والبيئة؛ حيث قدمت شركة بريطانية حلاً مبتكرًا لتشغيل أجهزة الاستشعار الزراعية وأجهزة إنترنت الأشياء في إنتاج بطارية تعمل بالبكتيريا.
وتستمد هذه البطارية طاقتها من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة، لجمع الطاقة وتحويلها إلى كهرباء ما يجعلها مستدامة ومنخفضة التكلفة وقابلة للتطبيق على نطاق واسع.
وتعتمد بطارية "باكتري" - والتي تطورت من خلال البحث الذي أعدته جامعة "باث" البريطانية - على ميكروبات طبيعية موجودة في التربة تُسمى الميكروبات المُولدة للكهرباء، إذ تقوم هذه الكائنات الدقيقة بتحليل المواد العضوية، مُنتجةً الإلكترونات في هذه العملية ويتم التقاط هذه الإلكترونات وجمعها من خلال أقطاب كهربائية، مما ينتج عنه تيار كهربائي.
وتعمل البطارية باستخدام مورد طبيعي متجدد منخفض التكلفة حيث تُقدر تكلفة الوحدة بـ 25 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 32 دولارًا أمريكيًا)، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا مقارنةً بالبدائل الأخرى، وتصل مدة صلاحية البطارية إلى 25 سنة، ولا تعتمد البطارية على ظروف الطقس مثل الألواح الشمسية، ما يضمن تشغيلًا مستمرًا لها مع سهولة الاستخدام، كما أنها لا تتطلب صيانة دورية.
وتتطلب البطارية بيئة لاهوائية (خالية من الأكسجين)، ولا تزال تلك التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، ولكن هناك منافسة من تقنيات أخرى مثل البطاريات الكيميائية والألواح الشمسية، وتم تطوير نموذج أولي للبطارية بنجاح في البرازيل حيث تهدف الشركة إلى بدء الإنتاج على نطاق صغير في عام 2026.
وتم اختبار أول نموذج من هذه التكنولوجيا في إيكابوي بالبرازيل، حيث استخدمت لتحلية المياه في منطقة تعتمد بشكل رئيسي على مياه الأمطار، وبفضل قدرتها على التشغيل في بيئات منخفضة الأكسجين حول جذور النباتات، يُعد استخدامها في الزراعة والمجتمعات الريفية مثمرًا بشكل كبير.
وعلى الرغم من فوائد هذه التكنولوجيا، فهي تواجه بعض التحديات مثل ضرورة توفير بيئات لاهوائية حول الأقطاب الكهربائية لضمان استمرارية توليد الكهرباء. ويجري حاليًا العمل على تحسين نماذج البطاريات وتوسيع نطاق استخدامها لتلبية متطلبات السوق العالمية المتزايدة على أجهزة الاستشعار وأنظمة إدارة المحاصيل.