الأحد 24 نوفمبر 2024

شهادات عن المسرحي المغربي الطيب الصديق في جلسات "رد الجميل" بمهرجان المسرح التجريبي

مهرجان رد الجميل

6-9-2024 | 18:02

شيماء محمود
أقيمت ثاني جلسات محور "رد الجميل" الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين، وجاءت الجلسة عن المخرج المسرحي المغربي الكبير الراحل "الطيب الصديقي"، وذلك بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدار الجلسة الدكتور عمرو دوارة. والطيب الصديقي (5 يناير 1939 – 5 فبراير2016) ممثل وكاتب ومخرج مسرحي مغربي، وأحد أشهر الفنانين العرب، ويعتبر من أبرز الكتاب المسرحيين العرب في القرن العشرين. تبنى الأساليب المسرحية المغربية التقليدية، ودمج الاثنين في مزيج رائد من المسرح الغربي والتقليدي المغربي. اشتهر الصديقي بتقديم عروض مسرحية لحشود كبيرة في ساحات كبيرة، وقد طور أسلوبًا من المسرح الاحتفالي أصبح شائعًا في العالم العربي. وفي البداية قال الدكتور عمرو دوارة: إن الطيب الصديقي رائد من رواد الإخراج المسرحي في العالم العربي، وهو من النخبة القليلة الذين استطاعوا أن تمتد تجربتهم إلى خارج حدوده الجغرافية، إذ أنه نجح في وضع نفسه كواحد من كبار المخرجين المسرحيين . وأوضح "دوارة" : الطيب الصديقي كان مؤمنا بأفكاره، وكان حرا، فاعتمد في تجربته على شباك التذاكر وليس التمويل الحكومي، ومن خلال مداخلة عبر خاصية "زووم"، عبر بكر الصديقي نجل المخرج المغربي الراحل الطيب الصديقي، عن تقديره لإدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لتكريم والده ضمن محور "رد الجميل"، مشيرا إلى أن الراحل كان يتمنى أن يؤسس مسرحه الخاص لكنه لا يزال معلقا، ويعملون اليوم على تدشينه. من جانبه قال الفنان المغربي حسن النفالي، إن الطيب الصديقي جاء من وسط ثقافي واضح إذ ولد في مدينة ذات طابع ثقافي وحضاري كبير، وهو أيضا من عائلة مثقفة فكان والده مفكرا ومثقفا، وأيضا أخوته كانوا أيضا فنانين رائعين، و شقيقه سعيد الصديقي كان كاتبا رائعا، وصديق الصديقي كان صانعا للديكور ماهر، فالعائلة لديها تاريخ كبير من الفن والثقافة، وكل هذه العوامل أثرت في تكوين الطيب الصديقي. وأشار "النفالي" أن الطيب الصديقي كان مسرحيا شاملا ومتنوعا، فكان فنانا تشكيليا وكان خطاطا، ويصمم السينوغرافيا، بجانب كونه ممثلًا ومخرجا، وكان تركيزه على الصورة المسرحية لأن الجمهور يذهب إلى المسرح لكي يشاهده لا أن يسمعه، وكان منضبطا، فكأن عسكريا في تعامله، وصارما، وكان دائما يقول إن الوقت جزء هام من العمل. فيما قال الكاتب والناقد المغربي د. حسن البحراوي، إن الطيب الصديقي كانت انطلاقته الحقيقية في المغرب، لكنه لم يعمل الاقتباس او الانتحال ممن تعلمه هناك، ووضع رؤيته الخاصة للمسرح المغربي، حتى أن المسرح البلدي الذي أُسس عام 1927، ظل حتى وقت تولي "الصديقي" مسئوليته، مسرحا خاصا بالجالية الفرنسية، لكنه استطاع أن يجعله مسرحا مغربيا ويصبح وجهة للجمهور المغربي. وأضاف "البحراوي" أن تكوين "الصديقي" كان فرانكوفونيا، لكنه أيضا كان ميالاً للثقافة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن أعماله خرجت من إطار المحلية التي تعبر عن تاريخ وقضايا المجتمع المغربي، إلى القومية والعالمية.