يتزامن اليوم الجمعة 6 سبتمبر الذكرى المئوية لميلاد الفنان الكوميدي الكبير، الملقب بـ"الأستاذ"، فؤاد المهندس، الذي استطاع من خلال أعماله الفنية جمع الأسر المصرية في البيوت حول أعماله، وبخاصة من خلال فوازير عمو فؤاد في التليفزيون، وبرنامج كلمتين وبس في الإذاعة.
ولفت برنامج كلمتين وبس انتباه الجمهور قبل، حيث أصبح محطة جذب للمستمعين، وتحول إلى جزء من تراثنا الإذاعي، وحقق نجاحًا كبيرًا.
بدأ برنامج الفنان فؤاد المهندس كلمتين وبس، في عام 1968، وكان يحكي عن السلبيات الشائعة في المجتمع المصري، وروتين الحكومة، كما تميز بتقديم مقترحات لحل القضايا التي يلقي الضوء عليها.
واعتاد المصريون، طوال فترة تقديم الفنان الكبير فؤاد المهندس لبرنامجه كلمتين وبس، على أن يبدؤوا به يومهم، عند الساعة الثامنة وخمس دقائق صباحا، وكان البرنامج يستخدم الدراما بشكل متكرر لتسليط الضوء على سلبيات المجتمع والمؤسسات الحكومية، مع طرح حلول بسيطة يمكن أن تكون كافية لوقف استنزاف الهوية المصرية.
وتناول البرنامج الكثير من القضايا منها، السياحة ووحش الامتحانات، والتربية، والقراءة، وترصد "دار الهلال"، في هذا التقرير أبرز القضايا التي تناولها برنامج كلمتين وبس
وحش الامتحانات
تناول المهندس الأزمة التي أصابت نظام الامتحانات في مصر على مدى السنوات الأخيرة، خاصة بعد تسريب بعض الامتحانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات امتحانات الثانوية العامة.
وقد تحدت بعض الجهات الحكومية مثل صفحات التواصل تلك، والتي هددت الحكومة المصرية بالقبض على المسؤولين عن التسريب، لكنها استمرت في فعل ذلك.
وفي هذا السياق، كشف عن جذور المشكلة في ثقافة خوف المجتمع من الامتحانات، ابتداءً من الأسرة التي تعيش في حالة من الطوارئ وتجعل المنزل بمثابة ثكنة عسكرية، مما يجعل الطالب يعيش في جو من الضغط والخوف مما قد يستمر لفترات طويلة، وصولاً إلى لجان الامتحانات التي تُقام في أماكن ضيقة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، مما يترك لديهم إحساسًا بالرهبة يؤدي إلى انهيار الأعصاب.
ودعا المهندس إلى تغيير ثقافة القائمين على التعليم، والابتعاد عن صورة الامتحانات كأنها أسئلة قبرية، موضحًا أنها في الحقيقة آلية لقياس مستوى فهم الطلاب للمناهج ودرجة ذكائهم وفهمهم، وليس لقياس قدرتهم على حفظ المعلومات والتلقين، وهو ما يدفع الطلاب إلى استخدام التكنولوجيا في التلاعب بهذه المواقف.
وشدد على ضرورة تطمين الممتحنين وإخبارهم بأن الامتحان أمر بسيط ولا يشكل أزمة كبيرة، مؤكدًا أن النظرة التقليدية للتعليم قد اندثرت منذ فترة في جميع أنحاء العالم.
التربية
وتناول المهندس مشكلة تربية الأطفال على استخدام الشتائم، إذ يشجع بعض الآباء والأمهات أطفالهم على استخدام ألفاظ خارجة، معتبرين ذلك "دلعا" أو مظهرا من مظاهر الفكاهة والترفيه أمام الأصدقاء والأقارب.
وقد انتقد الفنان الراحل هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير في الثقافة المصرية خلال السنتين الماضيتين، معتبرا إياها عملية مدبرة للتشويه والإضرار ببراءة الأطفال وجريمة ضد مستقبلهم، بهدف إضفاء المزيد من المرح على الآباء والأقارب والأصدقاء.
وأوضح أن ذلك يؤدي إلى جعل الأطفال يتبنون سلوكيات غير لائقة في حياتهم، وبذلك يصبحون مجهزين بمفردات سيئة، وعندما يكبرون، ينقلون هذه الثقافة إلى أبنائهم، مما يؤدي إلى تشكيل ثقافة سلبية تعوق الفهم المتبادل مع الآخرين.
القراءة
في إحدى حلقات البرنامج، وضع فؤاد المهندس يده على أكبر أزمات المصريين وحث على القراءة وأهميتها، مُسلطاً الضوء على عدد من فوائدها ودورها في التقدم والرقي، وتنمية الوعي بأهمية التصرف بحسن نية تجاه الملكيات العامة في البلاد.
وأشار إلى أن القراءة تُعتبر الفارق الوحيد بين الشعوب المتقدمة والجاهلة. كما انتقد عدم وجود مكتبات في المنازل المصرية، مُشيراً إلى ضعف الإدراك لأهميتها على الرغم من كونها ضرورة أساسية لاستمرار الحياة.
وأكد المهندس أن المنزل الذي تعج بالكتب يُشكل جزءاً من ثقافة أبنائه ويفتح نوافذ على العالم، وينير العقول بالفكر والمعرفة، بينما يرون غيرهم الحياة مجرد احتياجات مادية فقط.