الأحد 8 سبتمبر 2024

واشنطن بوست: الاقتصاد الأمريكي يبدو هشًا لكن هناك طريقة لانعاشه

الاقتصاد الأمريكي

عرب وعالم7-9-2024 | 12:38

أ ش أ

ذكرت الكاتبة هيذر لونج المتخصصة في الشئون الاقتصادية وكاتبة عمود وافتتاحيات في صحيفة/واشنطن بوست/، الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي يبدو أنه هشا وفي حالة ركود لذا يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتخذ خطوة كبيرة هذا الشهر بخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس.

وأوضحت الكاتبة في مقال للرأي نشرته الصحيفة، اليوم/السبت/، أن الولايات المتحدة ليست في حالة ركود ولكن هناك فرصة حقيقية لحدوث ذلك قريبا، حيث مضى الاقتصاد الهائل لعام 2023، فيما الوضع الآن بات هشا، موضحة أن الاقتصاد يتباطأ والنمو يتباطأ ولم يعد المستهلكون ينفقون ببذخ بل إنهم يبحثون عن القيمة كما أصبح قادة الأعمال حذرين، وفي أغلب الصناعات كان التوظيف فاترا أو غير موجود.

وأشارت إلى أن تقرير الوظائف الصادر يوم أمس/الجمعة/ أكد الظروف الهشة حيث كان التوظيف أضعف من المتوقع في شهر أغسطس الماضي، كما أن معدل البطالة يرتفع بشكل مطرد منذ بداية العام، واليوم أصبح مليون أمريكي عاطلون عن العمل أكثر من الصيف الماضي.

كما أصدرت قاعدة ساهم، وهي أحد أفضل مؤشرات الركود في البلاد، إشارة تحذير ولكن إذا زادت عمليات تسريح العمال، فقد يضطر المزيد من الناس والشركات إلى خفض الإنفاق، مما يؤدي إلى المزيد من خفض الوظائف والتباطؤ.

وأضافت أن سعر الفائدة القياسي لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي استقر عند أعلى مستوى له منذ عقدين من الزمان عند نحو 5.5%. وقد نتج هذا عن زيادات مقصودة تم إجراؤها على مدى العامين الماضيين لمكافحة التضخم وبالفعل قد نجحت هذه الزيادات إذ تشير جميع البيانات الأخيرة إلى أن التضخم انخفض بشكل كبير.

ووفقا للكاتبة، فإنه يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يحول تركيزه إلى سوق العمل وأن يتخذ إجراءات سريعة لمنع ارتفاع حالات تسريح العمال.

ومرة ​​تلو الأخرى، أخبر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول العالم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيفعل كل ما يلزم لخفض التضخم، ومع ذلك يتعين أن تكون رسالته أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيفعل ما هو ضروري لتجنب المزيد من فقدان الوظائف.

وأشار باول إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر الجاري، وفي وول ستريت، يرى المتداولون احتمالات ضئيلة فيما يتعلق بما إذا كان هناك خفض متواضع بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 5.25% أو خفض أكثر جوهرية إلى نحو 5%.

ورجحت الكاتبة التي قامت بتغطية أخبار البنك الفيدرالي لعدة سنوات، أن يختار باول الخيار المتواضع المتمثل في خفض 25 نقطة أساس حيث سيقول هو وقادة البنك إن الاقتصاد لا يزال يبدو قويا، وأنهم لا يريدون تخويف أي شخص، موضحة إنهم سيبررون ذلك بأنهم يستطيعون اتخاذ خطوة صغيرة أولية ثم يتبعونها بمزيد من التخفيضات في وقت لاحق من هذا العام إذا ساءت سوق العمل.

وبالفعل، يعرض كبار نواب باول هذه القضية حيث قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، إن أسعار الفائدة يجب أن تنخفض بمرور الوقت، اعتمادًا على تطور البيانات.

وأكدت الكاتبة أن هذه القرارات خاطئة إلى حد كبير، ومن الضروري إجراء خفض أكبر هذا الشهر، الأمر الذى يمكن البنك أن يشير إلى أنه يأخذ علامات التحذير على محمل الجد ويريد منع أسوأ سيناريو، ومن شأن هذا أن يستعيد ثقة الأمريكيين في الاقتصاد بسرعة.

وقالت الكاتبة إن باول لا يحب التفكير في السياسة، ولكن من الجدير بالذكر أيضا أن يوم القرار الكبير التالي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، بعد هذا الشهر، سيكون في 7 نوفمبر أي بعد يومين من الانتخابات الرئاسية، مضيفة أن هذا سبب آخر لتحميل الإغاثة الاقتصادية مقدما في سبتمبر بدلاً من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية في لحظة سياسية ساخنة.

واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن خفض أسعار الفائدة بشكل كبير هذا الشهر من شأنه أن يثبت عزم بنك الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء الاقتصاد على أرض صلبة.