السبت 14 سبتمبر 2024

العالم يحترق وأفريقيا على مشارف كارثة.. 22 سبتمبر نودع الصيف الأكثر سخونة

حرائق الغابات جزء من تأثير التغيرات المناخية

تحقيقات7-9-2024 | 15:10

محمود غانم

في الـ22 سبتمبر الجاري، ستودع الأرض فلكيًا صيف عام 2024 الأكثر سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، وهو ما سبب كوارث على نطاق واسع، تمثل نُذر عواقب أكثر ضررًا على الإنسان والكوكب، ما لم يتم الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

 

 صيف 2024 الأكثر سخونة

وأكد مرصد "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي أن صيف عام 2024 كان الصيف الأكثر سخونة في العالم، منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، مبينًا أن شهر أغسطس الماضي هو الأشد حرارة على مستوى العالم، إذ ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 0.71 درجة فوق المتوسط المرجعي للفترة من 1991 إلى 2020.

ووفق مرصد "كوبرنيكوس"، فإن درجات الحرارة على مستوى العالم تجاوزت، من يونيو إلى أغسطس 2024، متوسط الفترة 1991-2020 بمقدار 0.69 درجة، والرقم القياسي بين يونيو وأغسطس 2023 بمقدار 0.66 درجة.

وأضاف أن صيف 2024 كان "الصيف الأشد حرارة" في أوروبا، متجاوزًا متوسط 1991 - 2020 بـ 1.54 درجة والرقم القياسي السابق في 2022 بـ 1.34 درجة، وفي الوقت نفسه، فإن الفترة من يونيو إلى أغسطس 2024، شهدت نصف الكرة الشمالي أعلى متوسط درجة حرارة مسجل في العالم على الإطلاق، متخطيًا الرقم القياسي لعام 2023.

 

كوارث بالجملة

وبشكل واضح تسبب ارتفاع درجة الحرارة في كوارث مناخية في قارات العالم، حيث توفي أكثر من 1300 شخص بسبب موجة حر أثناء أدائهم مناسك الحج هذا العام.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، اندلعت حرائق بعد موجات حر متعددة منذ يونيو الماضي أدت إلى جفاف الغطاء النباتي، وتسببت في وفاة أشخاص.

وفي قارة آسيا، أظهرت دراسة نشرت في أغسطس أن الإعصار "جايمي" الذي أودى بحياة العشرات في يوليو الماضي، ودمر مناطق في الفليبين والصين، تفاقم بسبب الاحترار المناخي.

وفي أفريقيا، خلفت فيضانات ضربت النيجر الدولة الصحراوية في منطقة الساحل المتأثرة بتغير المناخ، 53 قتيلًا على الأقل و18 ألف متضرر.

وبناء عليه، تؤكد سامانثا بيرجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس"ما لم نتخذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، فإن الأحداث غير المعهودة المرتبطة بالحرارة التي نشهدها سيكون لها عواقب أكثر ضررا على الناس والكوكب".

 

 أفريقيا على مشارف كارثة

ومن المرجح أن يتعرض نحو 118 مليون شخص فقير في القارة الإفريقية للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة بحلول عام 2030، وذلك إذا لم يتم اتخاذ تدابير كافية ضد تغير المناخ، وفقًا لتقرير صارد عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الأسبوع الماضي، أشار إلى أن القارة تعاني من ظروف بالغة القسوة فيما يتعلق بتغير المناخ.

وكشف التقرير أن البلدان الإفريقية خسرت نحو 2.5 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب المشاكل الناجمة عن تغير المناخ، في حين أنفقت ما يقرب من 9 بالمائة من ميزانياتها للتعامل مع الأحداث المناخية القاسية.

وتقدر تكلفة التكيف مع تغير المناخ في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بما يتراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار سنويًا في السنوات العشر المقبلة، وهذا الرقم يعادل 2 إلى 3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، بحسب التقرير.

وأشار إلى أنه يتعين على البلدان الإفريقية منح الأولوية للاستثمار بشكل أكبر في الخدمات الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا وتسريع تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر، ضد تغير المناخ بهدف إنقاذ الأرواح وسبل العيش.

 

وداعًا فصل الصيف

وفلكيًا، سينتهي فصل الصيف 2024، في النصف الشمالي للكرة الأرضية، يوم 22 من شهر سبتمبر المقبل، وبعدها سيبدأ فصل الخريف 2024، تحديدًا في الساعة الثالثة و45 دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، طبقًا لما أفادت به الحسابات الفلكية.

وفي ذلك اليوم ستشرق الشمس مباشرة على خط الاستواء، ويتساوى طول النهار والليل في جميع أنحاء العالم، ويكون خريفًا في نصف الكرة الشمالي وربيعًا في نصف الكرة الجنوبي، وبذلك سيكون طول فصل الخريف للعام الحالي 89 يومًا و20 ساعة و37 دقيقة.

وعقب لحظة الاعتدال الخريفي، تبدأ الشمس بالانحراف باتجاه الجنوب حتى يقصر طول النهار، ويزيد طول الليل، ويبلغ أقصاه عند ذروة الشتاء في يوم 21 ديسمبر القادم حيث سيكون النهار في ذلك اليوم هو أقصر نهار في العام.