الخميس 12 سبتمبر 2024

"أسوشيتد برس": غزة تدخل عامها الدراسي الثاني بلا دراسة

أطفال غزة

عرب وعالم7-9-2024 | 15:13

أ ش أ

رصد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية وضع أطفال قطاع غزة ومدارسها في الوقت الذي كان من المعتاد أن يبدأ فيه العام الدراسي الجديد هناك،حيث تدخل غزة ثاني عام دراسي بلا دراسة وسط الحملة الإسرائيلية التي ألحقت الدمار بمدارس القطاع.

وحسب التقرير، يقول العاملون في المجال الإنساني إن الحرمان المطول من التعليم يهدد بإلحاق أضرار طويلة الأمد بأطفال غزة.

وقالت تيس إنجرام، المتحدثة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"،إن الأطفال صغار السن يعانون في النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي،والأطفال الأكبر سناً معرضون لخطر أكبر في إجبارهم على العمل أو الزواج المبكر،وأضافت "كلما طالت فترة بقاء الطفل خارج المدرسة،كلما زاد خطر تركه للدراسة بشكل دائم وعدم عودته إليها".

وذكر التقرير أن 625 ألف طفل في سن المدرسة في غزة فاتهم بالفعل ما يقرب من عام كامل من التعليم،حيث أُغلقت المدارس بعد أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر على مستوطنات جنوب إسرائيل،ومع تعثر المفاوضات لوقف القتال في الحرب بين إسرائيل وحماس، لا يُعرف متى يمكنهم العودة إلى الفصول الدراسية.

وتضرر أكثر من 90% من مباني المدارس في غزة بسبب القصف الإسرائيلي، والعديد منها تديره وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفقًا لمجموعة التعليم العالمية، وهي مجموعة من منظمات الإغاثة بقيادة اليونيسيف ومنظمة أنقذوا الأطفال،وحوالي 85% من تلك المدارس مدمرة لدرجة أنها تحتاج إلى عملية إعادة بناء كبيرة - وهذا يعني أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى،كما أن جامعات غزة في حالة خراب،وتزعم إسرائيل أن مسلحي حماس يعملون من المدارس.

وقد تم طرد حوالي 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، فاكتظوا في مخيمات مترامية الأطراف تفتقر إلى أنظمة المياه أو الصرف الصحي، أو في مدارس تابعة للأمم المتحدة والحكومة تؤدي الآن دور الملاجئ.

ولفت التقرير إلى أن مجموعات الإغاثة عملت على إنشاء بدائل تعليمية - وإن كانت النتائج محدودة لكون هذه المجموعات تصارع فيضًا من الاحتياجات الأخرى.

وقالت إنجرام إن اليونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى تدير 175 مركزًا تعليميًا مؤقتًا، معظمها نشأ منذ أواخر مايو، خدم حوالي 30 ألف طالب، من خلال حوالي 1200 مدرس متطوع. وتوفر هذه المراكز دروسًا في القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى أنشطة للصحة النفسية والتنمية العاطفية.

لكنها قالت إن تلك الوكالات تجد صعوبة في توفير لوازم مثل الأقلام والورق والكتب لأنها لا تُعتبر أولويات منقذة للحياة، إذ تكافح مجموعات الإغاثة لإيصال ما يكفي من الغذاء والدواء إلى غزة.

وفي أغسطس، بدأت الأونروا برنامج "العودة إلى التعلم" في 45 من مدارسها التي تحولت إلى ملاجئ لتوفر للأطفال أنشطة مثل الألعاب والدراما والفنون والموسيقى والرياضة. والهدف هو "منحهم بعض الراحة، وفرصة ليتواصلوا مع أصدقائهم ويكونوا مجرد أطفال"، بحسب المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما.

ولطالما كان التعليم أولوية من أهم الأولويات لدى الفلسطينيين. فقبل الحرب، كان معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة مرتفعًا، إذ اقترب من 98%.

وتقول المتحدثة الإقليمية باسم اليونيسيف إنها عندما زارت غزة آخر مرة في إبريل كان الأطفال يخبرونها كثيراً أنهم يفتقدون المدرسة وأصدقاءهم ومعلميهم، وقالت: "كان هذا مفجعاً بالنسبة لي".

وأخبرها الآباء أنهم رأوا التغيرات العاطفية لدى أطفالهم في غياب الاستقرار اليومي الذي توفره المدرسة ومع الصدمات المركبة الناجمة عن النزوح والقصف والوفيات أو الإصابات في الأسرة، فالبعض أصبحوا متجهمين ومنسحبين، والبعض الآخر أصبحوا سريعي الانفعال أو محبطين.

وذكر التقرير أن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ 11 شهراً دمرت مساحات شاسعة من غزة وأسفرت عن أزمة إنسانية، مع انتشار سوء التغذية والأمراض على نطاق واسع.

ووفقاً لمسؤولي الصحة في غزة، قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وكان الأطفال من بين الأكثر تضرراً. وقالت إنجرام إن ما يقرب من 1.1 مليون طفل في غزة من المعتقد أنهم بحاجة إلى مساعدة نفسية واجتماعية.

كما تسبب الصراع في غزة في تأخير تعليم الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضًا، حيث كثفت إسرائيل القيود على الحركة ونفذت غارات مكثفة، بحسب التقرير.

وقالت إنجرام: "في أي يوم منذ أكتوبر، كانت ما بين 8% و20% من المدارس في الضفة الغربية مغلقة". وأضافت أنه حتى عندما تكون المدارس مفتوحة، ينخفض ​​الحضور بسبب الصعوبات في التنقل أو لأن الأطفال خائفون.

ويقول الآباء في غزة إنهم يكافحون حتى لمنح أبنائهم تعليمًا غير رسمي في ظل الفوضى المحيطة بهم.

ووصف التقرير حال إحدى مدارس بلدة دير البلح في وسط غزة، حيث الفصول الدراسية مكتظة بالعائلات، وملابسهم المغسولة معلقة على أعمدة السلالم بالخارج. وقد ملأت الفناء خيام متهالكة مصنوعة من ملاءات الأسرة والأقمشة المشمعة المثبتة بالعصي.

"لقد ضاع مستقبل الأطفال"، على حد تعبير أم أحمد أبو عوجة، التي يحيط بها تسعة من أحفادها الصغار،وأضافت "لقد نسي الأطفال ما درسوه العام الماضي تمامًا. وإذا عادوا إلى المدرسة، فعليهم أن يبدأوا من البداية".