الخميس 21 نوفمبر 2024

عرب وعالم

"أسوشيتيد برس" تبرز عودة فلسطينيين لقريتهم المُدمرة بالضفة الغربية بعد طردهم

  • 8-9-2024 | 13:36

صورة أرشيفية

طباعة
  • دار الهلال

أبرزت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الأحد عودة مجتمع فلسطيني كامل إلى قريته الصغيرة في الضفة الغربية المحتلة بعد أن نزح منها في الخريف الماضي هربًا بحياته من تهديدات متكررة من قبل مستوطنين إسرائيليين لديهم تاريخ طويل من العنف..واصفة العودة بأنها "مريرة وحلوة في نفس الوقت".

وأفادت الوكالة في سياق تقرير أعدته حول هذا الشأن، بأن أعلى محكمة إسرائيلية قضت هذا الصيف في تأييد نادر لحقوق الأراضي الفلسطينية بحق السكان النازحين في قرية خربة زانوتا في العودة تحت حماية القوات الإسرائيلية لكن عودتهم إلى ديارهم كانت مريرة وحلوة ، ففي الأشهر الماضية تم تدمير جميع المنازل في القرية تقريبًا وعيادة صحية ومدرسة إلى جانب غياب شعور المجتمع بالأمن في أرض صحراوية نائية حيث كانوا يزرعون ويرعون الأغنام لعقود من الزمان.

واختار ما يقرب من 40% من السكان السابقين حتى الآن عدم العودة بينما ينام حوالي 150 شخصًا عادوا خارج أنقاض منازلهم القديمة .. وقالوا في تصريحات خاصة لمراسل الوكالة الأمريكية إنهم عازمون على إعادة البناء والبقاء حتى مع محاولة المستوطنين مرة أخرى ترهيبهم لإجبارهم على المغادرة ومع أمر المحكمة بمنعهم من أي بناء جديد.

وقال فايز سليمان رئيس مجلس القرية وأحد أوائل الذين عادوا لرؤية قريتهم المنهوبة حيث يبدو أن أسطح المباني قد هُدمت والجدران شوهتها كتابات الجرافيتي:" هناك فرحة لكنها لا تخلو من بعض السلبيات"، مضيفا :" الوضع بائس للغاية، ولكن على الرغم من ذلك نحن صامدون وباقون في أرضنا، وبإذن الله لن يتكرر هذا التهجير".

ومن جهتهم، قال مسؤولو الجهاز العسكري الإسرائيلي المسئول عن الشئون المدنية في الضفة الغربية المحتلة للوكالة الأمريكية إنهم لم يتلقوا أي ادعاءات بتخريب إسرائيلي للقرية وإنهم يتخذون تدابير "لضمان الأمن والنظام العام" أثناء عودة القرويين، مشيرين إلى أن الفلسطينيين أقاموا عددًا من المكونات الهيكلية بشكل غير قانوني في المكان ، وفي هذا الصدد تم اتخاذ إجراءات الإنفاذ وفقًا للقانون.

وأبرزت الوكالة حقيقة أن سكان خربة زانوتا واجهوا بالفعل مضايقات وعنفًا من المستوطنين لفترة طويلة، ولكن بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي وأشعل فتيل الحرب في غزة، قالوا إنهم تلقوا تهديدات صريحة بالقتل من الإسرائيليين الذين يعيشون في موقع غير مرخص له أعلى التل يسمى مزرعة ميتاريم ، ويدير الموقع ينون ليفي الذي فرضت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا عقوبات لتهديده جيرانه الفلسطينيين.

وأكد القرويون أنهم أبلغوا الشرطة الإسرائيلية بالتهديدات والهجمات، لكنهم قالوا إنهم لم يحصلوا على مساعدة تذكر وخوفاً على حياتهم، قاموا في نهاية أكتوبر نفسه بحزم كل ما يمكنهم حمله وغادروا. ورغم أن عنف المستوطنين ظل في تصاعد حتى قبل الحرب في ظل حكومة اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، إلا أنه تصاعد بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر.

ووفقاً للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 1500 فلسطيني بسبب عنف المستوطنين منذ ذلك الحين، ولم يعد سوى عدد قليل منهم إلى ديارهم ، وتمثل خربة زانوتا مثالاً نادرًا على عودة النازحين بنحو لم يتضح معه ما إذا كان أي مجتمع نازح آخر قد حصل على إذن من المحكمة بالعودة منذ بداية الحرب، ورغم أن السكان يتمتعون بالحماية القانونية من أعلى محكمة في إسرائيل، فإنهم ما زالوا مضطرين إلى التعامل مع ليفي وشبان آخرين من بؤرة ميتاريم الاستيطانية الذين يحاولون ترهيبهم.

وقال الراعي فايز فارس السمارة "57 عاما" أنه عاد إلى خربة زانوتا قبل أسبوعين ليجد أن منزله هدمه المستوطنون بالجرافات، مشيرا إلى أن رجال عائلته انضموا إليه في إعادة قطعانهم للمنزل لكن الظروف في القرية خطيرة، متابعا :"لم يعد الأطفال والنساء أيضًا ، أين سيبقون ؟ تحت أشعة الشمس؟".

وأظهرت مقاطع فيديو التقطها نشطاء حقوق الإنسان وحصلت عليها (أسوشيتد برس) مستوطنين يتجولون حول خربة زانوتا الشهر الماضي ويلتقطون صورًا للسكان بينما تراقبهم الشرطة الإسرائيلية في حين قالت جماعات حقوق الإنسان إن المستوطنين في الضفة الغربية مثل ليفي قادرون على تجميع مساحات شاسعة من الأراضي من خلال تهجير القرى الصغيرة وإعادة تشكيل خريطة الأراضي المحتلة التي يأمل الفلسطينيون في ضمها إلى وطنهم كجزء من أي حل قائم على دولتين.

وبحسب الوكالة الأمريكية فإن محنة خربة زانوتا تعد أيضًا مثالًا على الفعالية المحدودة للعقوبات الدولية كوسيلة للحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية ورغم أن الولايات المتحدة استهدفت مؤخرًا منظمة هاشومير يوش وهي مجموعة ممولة من الحكومة الإسرائيلية ترسل متطوعين للعمل في مزارع الضفة الغربية القانونية وغير القانونية بالعقوبات، إلا أن المنظمة لم تأبه بالعقوبات وأرسلت متطوعين إلى بؤرة ليفي الاستيطانية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الأسبوع الماضي: "بعد إجبار جميع السكان الفلسطينيين البالغ عددهم 250 في خربة زانوتا على المغادرة، قام متطوعو هاشومير يوش بسياج القرية لمنع السكان من العودة".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة