الأحد 8 سبتمبر 2024

في مشهد ينير سماء الليل.. زحل في التقابل مع الشمس

زحل في تقابل مع الشمس

تحقيقات8-9-2024 | 15:05

محمود غانم

في مشهد فلكي بديع يترقبه عشاق الفلك والفضاء، يصل كوكب زحل، اليوم الأحد، إلى أقرب نقطة له من الأرض،  حيث يكون وجهه مضاء بالكامل بالشمس فيظل مرئيًا طوال الليل، ما يعد أفضل وقت لمشاهدته وتصويره.

زحل في التقابل مع الشمس

يصل كوكب زحل إلى حالة التقابل مع الشمس في سماء الأرض، حيث سيكون قرص الكوكب مضاء بنسبة 100 بالمائة بنور الشمس وسيبلغ قطر قرصه 19.0 ثانية قوسية و لمعانه الظاهري (+0.4)، فضلًا عن أنه سيظهر  أكبر بنسبة 39 بالمائة وأكثر سطوعًا بمقدار 1.7 درجة وبالتزامن مع ذلك سيكون في أقرب مسافة منا، حسبما ذكرت الجمعية الفلكية بجدة.

ويمثل ذلك التقابل منتصف أفضل وقت في السنة لرؤية زحل وأقماره، نظرًا لأن الأرض أقرب إلى الكوكب بحوالي 300 مليون كيلومتر، لأنهما على نفس الجانب من الشمس مقارنة عندما يكون الكوكب في الاقتران الشمسي، ولكن حتى عندما يكون زحل في أقرب نقطة له من الأرض فهو لا يزال بعيد حيث سيكون على مسافة 1,278,568,122 كيلومتر.

وسيرصد "زحل" فوق الأفق الشرقي بعد غروب الشمس وبداية الليل حيث سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة لمعانه ويصل أعلى نقطة في السماء عند حوالي منتصف الليل وسيغرب في الجنوب الغربي مع شروق الشمس، ما يعني بانه سيكون مشاهدًا طوال الليل وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير زحل وأقماره، وفقًا لـ فلكية جدة.

عند رصد زحل من خلال تلسكوب متوسط الحجم لن يشاهد المنظر الجميل لحلقات الكوكب لانها حالياً مائلة فقط  بمقدار 3.7 درجة بالنسبة لنا، مما يجعلها تبدو نحيلة للغاية بعكس السنوات السابقة عندما يتم كانت بزاوية ميل أوسع.

وبالتزامن مع التقابل تزداد حلقات زحل سطوعًا عما هي عليه عادة، وذلك يعرف بتأثير سيليجر المعروف أيضًا بتأثير التقابل فحلقات زحل تتكون من كتل متجمدة تتراوح في الحجم من الغبار إلى قطع كبيرة، حيث تتسبب أشعة الشمس المبعثرة مباشرة من جسيمات الجليد في تألق نظام الحلقات أكثر من المعتاد لبضعة أيام قرب التقابل، علمًا بأن الظهور الرائع لزحل لن يقتصر على ليلة التقابل فقط فهو سيكون في حالة جيدة للرصد في سماء المساء لعدة أشهر مقبلة.

ظاهرة التقابل

وظاهرة التقابل تحدث فقط مع الكواكب خلف مدار الارض وتشمل المريخ والمشتري وزحل و أورانوس ونبتون والكوكب القزم بلوتو فهذه يمكنها أن تقابل الشمس في سماء الأرض.

وتصل جميع تلك الكواكب خلف مدار الأرض إلى التقابل في كل مرة تتحرك الأرض بين تلك الكواكب والشمس، فتقابل المريخ يحدث كل عامين وتقابل المشتري يأتي متأخراً بشهر كل عام في حين يحدث تقابل زحل متأخرا بأسبوعين تقريباً سنوياً فكما نلاحظ انه كلما كان الكوكب أبعد عن الشمس كانت الفترة الزمنية بين تقابلين متتالين أقصر. أما الكواكب التي تدور حول الشمس داخل مدار الأرض وهما عطارد والزهرة  لا يمكن أن تكون في حالة تقابل.

مشاهدة الظواهر الفلكية

في العموم، تعتبر الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة تلك الظواهر الفلكية، مع العلم، أنه ليس لرصد الأحداث والظواهر الفلكية، أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث أن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها متعة ويحبها هواة الفلك، والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها. 

كوكب زحل

زحل هو الكوكب السادس من حيث بعده عن الشمس وهو ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري، ويصنف ضمن الكواكب الغازية مثل المشتري وأورانوس ونبتون، له واحد وستون قمرًا معروفًا يدور حوله ما عدا القميرات الصغيرة، وقد سمي53 قمرًا منها بشكل رسمي. من بين هذه الأقمار، القمر"تيتان" وهو أكبر أقمار الكوكب، وهو كذلك ثاني أكبر قمر في المجموعة الشمسية، بعد "جانيميد" أحد أقمار المشتري، وهو أكبر حجمًا من كوكب عطارد، وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسية الذي له غلاف جوي معتبر.

ويتميز زحل من بين كواكب مجموعتنا الشمسية، بمجموعة من الحلقات، وتمتد تلك الحلقات على مسافة 280 ألف كيلومتر من الكوكب، ويعتقد العلماء أن حلقات زحل تتألف من قطع من الجليد والصخور.

كان أول مَن رصد كوكبَ زحل هو "جاليليو" عن طريق المقراب سنة 1610، ومنذ ذلك الحين استقطب الكوكب اهتمام العلماء، ومحبي علم الفلك، فرصد عدة مرات رافقت بعضها اكتشافات مهمة، منها ما حصل بتاريخ 20 سبتمبر سنة 2006، عندما التقط مسبار كاسيني هويجنز حلقة جديدة لم تكن مكتشفة من قبل.