بقلم – سكينة السادات
مثلنا المصرى الشعبى يقول إن المال السائب يعلم السرقة!! وهذا أمر حقيقى فى ظل انعدام الضمائر والجشع والرغبة السريعة فى جمع المال والثراء بلا وازع من دين أو مبدأ أو حرام أو حلال.. أقول قولى هذا بعدما نسمعه من اختلاسات ورشاوى فى مؤسسات الدولة بمئات آلاف الجنيهات وأحياناً بالملايين !! كيف تصل هذه الأموال إلى أيدى هؤلاء الفسدة ؟ وهل هناك من يراجع ميزانية كل وزارة على حدة ويعيد إلى خزينة الدولة المال الذى لا لزوم له حتى لا يقع فى أيدى اللصوص ؟ هذا السؤال موجه إلى السيد وزير المالية عمرو الجارحى.
• السيد عمرو الجارحى وزير المالية رجل محترم وموثوق به ولكن.. هل اعتنى بأن يراجع ميزانية كل وزارة على حدة ؟
• ولماذا لا يعهد بأية مشتريات للحكومة إلى هيئة مستقلة تكون مسئولة أمامه عن التصرفات المالية للحكومة كلها حتى يقطع الطريق أمام من يرتشون من أجل إسناد المشروعات إلى شركات بعينها وغالبا ما تكون تلك الشركات على أدنى مستوى ولا تحقق المطلوب منها، فتكون النتيجة تأخر المشروعات واستفادة اللصوص والمرتشين فقط !!
• أزعم أن قمة إهدار المال العام والرشاوى والتخلف والفساد موجودة فى الوزارات ومؤسسات الدولة بالذات فهل من حل جذرى يا وزير المالية؟
• زيارة لاعب الكرة الدولى ميسى إلى مصر ظريفة ومفيدة لكن ليه المبالغة فى إجراءات الأمن وكأننا لا نستقبل رؤساء دول وحكومات كل يوم وكلهم يعودون إلى بلادهم بسلامة الله، بل إن البعض ظنوا أن ميسى بالذات مستهدف من أحد، الأمر غير صحيح على وجه الإطلاق !
• صحيح أنها كانت زيارة ناجحة لكن مصر هى مصر يا عالم ياهوه وليس ميسى أول أو آخر لاعب دولى يزور مصر ويعود بسلامة الله إلى وطنه!!
• لم يعجبنى فى الزيارة قيام فرقة لبنانية بإحياء الحفل الذى أقيم لتكريمه! ليه ياناس؟ أليس لدينا مطربات ومطربون وموسيقيون مصريون ؟ ليه كده ؟
• وأقول للاعب الدولى ميسى إن الشعب المصرى يحب (الكورة الحلوة) ويحبك كما يحب غيرك من اللاعبين الدوليين، لكن التواضع مطلوب لكل من شاء الله له أن يكون ثريا أو مشهورا والحديث النبوى الشريف يقول «من تواضع لله رفعه» ؟!
• وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف الذى كان رئيسا لأكثر من عشرة أعوام أو يزيد لمركز المعلومات التابع لرئاسة مجلس الوزراء .. وهو من الوزراء التسعة الجدد فى التعديل الوزارى الأخير، الشريف من الوزراء الذين رحب بهم الناس فى مصر ولم يكن هناك أية اعتراضات عليه من أحد، لكننى أقرر أنه مطلوب منه أن يبحث بثقة قانون المحليات الجديد، وأن يتابع بدقة أيضا عمل كل محافظ على حدة وتقييمه عمليا وشعبيا ومطلوب أن يشعر الناس فى مختلف المحافظات وخصوصا محافظات الصعيد بالجهود المبذولة من أجل محاولة النهوض ورأب الصدع.. ونحن ننتظر منه الكثير بإذن الله !
• أقسم أننى أصبحت لا أعرف الفرق بين المهرجانات التى أسمع عنها كل يوم فى الجرائد والمجلات ولا أعرف من الذى ينفق على هذه المهرجانات ومن أين يأتون بالمال لها ؟ أنا لست ضد إقامة المهرجانات على أن تكون مهرجانات بحق وحقيقة ولها تأثير إيجابى على الناس من حيث الثقافة والرواج السياحى وقد قرأت مؤخرا عن مهرجانات فنية وسينمائية أقيمت فى الأقصر وأسوان بدعوى سينما المرأة وسينما كذا وكذا وتكريمات لشخصيات عديدة ولم أر نتيجة لتلك المهرجانات حتى من الناحية السياحية لأنها مهرجانات داخلية لا يعلم بها أحد فى الخارج وكأننا نكلم أنفسنا ؟ لماذا تهدر الأموال التى نحن فى حاجة إليها لإطعام الشعب المكافح المسكين فى أمور لا طائل منها ؟
• آسفة أرجو ألا تفهمونى خطأ فقد سمعت عن فواتير فنادق النجوم والضيوف الذين دعوا إلى تلك المهرجانات بمئات الآلاف من الجنيهات وحزنت على الناس الذين يبيتون بدون عشاء !!
• سؤال يحيرنى كثيرا.. هل ما يقوله الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين هو نفس رأى الرئيس عباس أبو مازن؟ إذا كان الأمر كذلك فألف مرحب لأن عريقات إنسان محترم ومتزن ووطنى.. لكن بعض ما نراه ونسمعه يجعل الواحد منا فى حالة بلبلة وحيرة بل ويلعب فى عبه جمل وليس فأراً.
• ولأن ليس كل ما نسمعه ونقرؤه هذه الأيام يكون حقيقيا بالضرورة فإننى أرجح حسن النية وعدم نسيان الرئيس أبو مازن لموقف مصر الأبدى من مناصرة القضية الفلسطينية وأرجو أيضا ألا ينسى شبابنا المائة ألف مصرى الذين استشهدوا من أجل القضية الفلسطينية ولازلنا على استعداد للشهادة من أجل فلسطين !
• وربما الشاهد على ذلك ما كان من نتيجة لقاء الملك عبدالله ملك الأردن والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى حيث كانت القضية الفلسطينية لها الأولوية فى مباحثاتهما حيث قررا أن الحل هو الدولتان إسرائيل وفلسطين وعاصمتها القدس الشرقية !
• قد لا يعرف أكثر الناس خاصة الشباب الذى لا يهتم كثيرا بقراءة الماضى أن من أفتى بقتل رئيس مصر محمد أنور السادات هو المدعو عمر عبدالرحمن مفتى جماعة الجهاد والإخوان المسلمين حيث كان قد أصدر فتوى بقتل الرئيس المنتصر الذى قاد جيشه وشعبه نحو أول انتصار فى تاريخنا على إسرائيل بدعوى أنه لا يطبق الشريعة الإسلامية ثم حوكم أيام مقتل السادات وأفرج عنه ثم قام بالهروب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك قبضوا عليه وأودعوه أقسى سجونهم بدعوى ضلوعه في أحداث (١١سبتمبر) وطبعا ليس لضلوعه بالتحريض على قتل السادات ؟ طبعا همه مالهم ؟
• ثم توفى عمر عبدالرحمن فى السجن وتوجه ذووه إلى الدولة ورئيسها فنقلوه من أمريكا إلى مصر وسلموه لأهله ودفنوه فى مدافن أسرته وأقاموا له العزاء.
• لست غاضبة من الدولة فإن إكرام الميت دفنه وهو من النهاية مصري مثلنا ولم تنزع عنه الجنسية المصرية كما زعم البعض .
• أعتبر هذا الأمر عاديا رغم أن البعض حزين لتكريم أحد القتلة لكن ليس فى وسع أحد إلا أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل وهو المنتقم الجبار القهار.