الثلاثاء 2 يوليو 2024

مصر والسعودية وطن واحد ومستقبل واحد

1-3-2017 | 11:11

من يشهد التحديات المختلفة التى يواجهها العالم، يقول إنه لا بديل عن علاقات قوية بين مصر والسعودية.

من يشهد التحديات والأحداث التى تشهدها المنطقة العربية، يقول إنه لا عرب بدون علاقات استراتيجية بين مصر والسعودية.

من يتابع الحوادث الإرهابية فى العالم والمنطقة العربية، لا يمكن أن يتصور التصدى للإرهاب بدون مصر والسعودية..

من يقرأ التاريخ والجغرافيا وكافة العلوم الاستراتيجية، يقول إن هناك خللًا فى الكون إذا لم تكن هناك علاقات أزلية بين مصر والسعودية.

من يتوقف عند التاريخ ويقرأ الكلمات بعناية ويفحص بدقة الصور التى سجلتها كافة إصدارات «دار الهلال» طوال ما يزيد عن ٩٠ عامًا، سوف يشهد ويتأكد أنه لا يمكن لتاريخ المنطقة العربية أن يستقيم إلا بقوة العلاقات بين مصر والسعودية.

من يتوقف عند المحطات التاريخية المختلفة والمواقف العصيبة التى مرت بها مصر أو السعودية، سوف يلحظ فورًا أنه لا نجاة من أى مهالك وأى أخطار تهدد الشعبين المصرى والسعودى إلا بعلاقات قوية تتجاوز أية خلافات أو توترات.

من يتوقف عند أى خلافات طارئة فى الرؤى بين مصر والسعودية على مدى أكثر من ٩٠ عامًا، سوف يجد أن استراتيجية وقوة العلاقات دائمًا وما زالت أقوى من أية خلافات، وأن الخلافات أيا كانت فإنها لا تستغرق سوى أوقات لا تذكر فى تاريخ الأمم، وأنه لا بديل عن مصر والسعودية.. وحدة واحدة.

كان لابد من كتابة هذه السطور، وهى ليست بجديدة فى المعانى، لأن تاريخ العلاقات المصرية والسعودية سٌجّل بحروف من نور، وبحروف من ذهب.

فى هذا العدد، نسجل بالكلمة والصورة تاريخ العلاقات المصرية السعودية، لأن الوقائع التى يشملها هذا العدد تؤكد أنها هى الأبقى لصالح الشعوب العربية بصفة عامة وشعبى البلدين بصفة خاصة.

فى هذا العدد نرصد بالكلمة التى تؤكدها الصور، تاريخ العلاقات المصرية والسعودية لكى يعرف قارئ «المصور» قصتها المجيدة التى من حق أى مواطن مصرى أو سعودى أن يعرفها ويفخر بها.

كما يشمل هذا العدد خصوصية العلاقات المصرية والسعودية فى عهدى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. نرصدها بالوقائع لنؤكد على أنها بدأت عفية ولابد أن تعود أكثر عافية، ولابد أن يتجاوز القادة فى مصر والسعودية أية خلافات حاليًا، لأن التاريخ يؤكد وجوبية، تجاوز الخلافات بشفافية لصالح الشعبين المصرى والسعودى، وفى إطار من الحوار الاستراتيجى الذى يحفظ مكانة كل دولة أمام شعبها.

نؤكد على أهمية تجاوز الخلافات، لأن ذلك هو الأصل حتى لا يشمت الأعداء فى مصر والسعودية.

لقد رأيت بنفسى عندما زار الملك سلمان مصر، وفى مقر رئاسة الجمهورية عند توقيع الاتفاقيات بين مصر والسعودية حتمية وقوة علاقات الشقيقين الرئيس السيسى والملك سلمان.

رأيت مدى حفاوة الرئيس السيسى باستقبال الملك سلمان والوفد السعودى المرافق له.

رأيت مدى حرص الرئيس السيسى على تقوية العلاقات المصرية السعودية، وكذلك حرص الملك سلمان.

تابعت وبعد ما أثير عن خلافات، لم ينطق الرئيس السيسى بأى حرف يسىء للسعودية، بل أدركت حرص الرئيس السيسى على العلاقات مع شقيقه الملك سلمان، وأستشهد هنا بما قاله الملك سلمان مؤخرًا لوزير الثقافة حلمى النمنم فى الجنادرية «مصر قامت.. مصر عادت».

فى هذا العدد قررنا أن نبدأ من «دار الهلال» التى أحبها ملوك السعودية، بتلك المبادرة عن العلاقات المصرية السعودية، لعلها تكون خطوة مهمة فى تجاوز أية خلافات.

فى هذا العدد، كان لابد أن نقدم لقارئ «المصور» فى إطار تلك المبادرة صورة لصناع القرار فى المملكة العربية السعودية والذين يحرصون على قوة العلاقات مع مصر.

ولم أر سوى أن أختم هذا المقال بوصية الملك الراحل عبدالعزيز وحكمته الشهيرة لأبنائه قائلًا «لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب»، وكذلك ما قاله الملك عبدالعزيز أثناء إحدى زياراته لمصر «إنى كنت أشهد بأن جيش مصر العربى هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هى حضارتكم، وحضارتكم هى حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند للعرب».

لقد سافرت كثيرًا إلى السعودية لأداء مناسك الحج والعمرة، وأدرك ما تمثل السعودية لأى مواطن مسلم عربى، وأرى هناك فى مكة المكرمة والمدينة المنورة فى كل مرة الجديد والجديد، وأرى آلاف المصريين الذين يذهبون لأداء المناسك، ومن قبلهم ملايين المصريين الذين يعملون فى السعودية..

فى كل مرة أدرك أن السعودية وطن ثان للمصريين وأدرك أيضًا أن مصر وطن ثان للسعوديين، بل لا نزايد إذا قلنا إنهما بلد واحد وشعب واحد ولهما مستقبل واحد.

هذا الكلام هو عقيدتى منذ أن عملت فى الصحافة، ومنذ أن توليت رئاسة مجلس إدارة دارالهلال ورئاسة تحرير المصور، وهذه العقيدة هى التى تحكمنى حتى هذه اللحظة.. وهذا ما دفعنا لهذا العدد من «المصور».