السبت 11 مايو 2024

جبل الحلال فى قبضة ولاد الحلال

1-3-2017 | 11:50

بقلم: خالد ناجح

صعدت جبل الحلال فى عام ٢٠١٠ لعمل تحقيق صحفى عن المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية تحت عنوان مطاريد جبل الحلال ، وكانت القائمة طويلة، التى تشمل أسماء هؤلاء، استطعت التواصل مع أحدهم وهو ما وفر لى الحماية هناك، وسافرت من القاهرة قاصدا جبل الحلال، الذى ما كنت أعرفه حق المعرفة حتى شاهدت هذا «الغول» بأم عينى.

جبل الحلال الذى سمى بهذا الاسم لأنها تعنى الغنم عند البدو، عموما يبعد نحو ٦٠ كم إلى جنوب العريش، ويمتد مثلهم من الشرق إلى الغرب بارتفاع نحو ١٧٠٠ متر فوق مستوى سطح البحر ويمتلئ بالكهوف والمدقات ومغارات تصل أحيانا إلى ٣٠٠ متر، جبل الحلال يقع تحت سيطرة قبيلتى الترابين والتياهة.

جبل الحلال الذى يعد أكبر مخزن للعناصر الإرهابية سواء لتخزين السلاح والذخائر أو العناصر المنفذة لأى عملية إرهابية، كما تتخذ داعش منه موقعا لتدريب عناصرها، فضلا عن كهوفه، التى يحتمى بها عناصر التنظيم نظرا لموقعه المتميز، الذى يجعل أى شىء منخفض بجواره.

وجبل الحلال يعتبر منطقة معزولة لايعرف دروبها سوى سكان جبل الحلال وعملية السيطرة عليه فى غاية الصعوبة فعملية السيطرة على جبل الحلال تدرس عالميا، لأنه فى اعتقادى كانت هناك أكثر من محاولة تمت للسيطرة عليه من قبل ولم يكتب لها النجاح لأسباب كثيرة منها كبر حجم الجبل ومئات الكهوف والمغارات والدروب والمدقات، كما يستحيل اقتحامها بالدبابات أو المصفحات، وأعتقد أن عملية السيطرة على جبل الحلال تمت بعد تصوير الجبل بالكامل لمدة طويلة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة فيه، بل واكتشاف كهوف لم يكتشفها الإرهابيون حتى بدأت عملية تجميع القوات والهجوم من الداخل واستغلال عنصر المفاجأة للعدو وتدمير رأس الأفعى بجبل الحلال، وتدمير غرفة العمليات الرئيسية للتنظيم الإرهابى والقبض علي عناصر خطرة وأجهزة تجسس بل وهويات لعناصر استخبارات عالمية.

واستهداف الجماعات الإرهابية للأقباط ليس بمعزل عما يحدث فى شمال سيناء، بل جاء بعد قتل قيادات كبيرة منهم، وتطهير قوات الأمن لمنطقة جبل الحلال.

قوات الأمن بعد فحص جثث الإرهابيين، وبمعاينة بعض الوثائق الموجودة معهم، تبين أن بعضهم ينتمون لأجهزة مخابرات دول مجاورة ووجدوا ملايين الدولارات وأجهزة اتصالات والعثور على وثائق ومستندات تُعد كنزًا معلوماتيا يفوق أهميته وثمنه كنوز مغارة على بابا، بجانب مخازن الأسلحة وسيارات الدفع الرباعى، وآثار مهربة ومخدرات.

بالطبع السيطرة على الجبل أثارت رد فعل غاضب من جانب كل قوى الشر بدأ من إسرائيل، مرورًا بتركيا وقطر وعدة دول أوربية وصولا لحماس، فإسرائيل على سبيل المثال تعلم أن الجبل يقع فى المنطقة «ج» وجبل الحلال منطقة لم يدخلها عسكرى مصرى عشرات السنين فجبل الحلال بشمال سيناء جعلته الظروف والجغرافيا المنطقة الأخطر فى مصر، ففى باطنه وتحت سفحه يعيش مواطنون منسيون، تحولوا إلى متطرفين ومجرمين هاربين من أحكام قضائية، ويشكلون خطرًا على الأمن القومى المصرى، وذلك إما اختياريًا عن سبق إصرار أو إجباريًا فمحاضر التحقيقات التى تنظرتها الأجهزة الأمنية والنيابات والمحاكم خلال السنوات الأخيرة تجد خليطا من الأسماء والتوجهات، التى استوطنت المنطقة ج أو اتخذتها مرتكزا لعملياتها المختلفة فى شمال سيناء وجنوبها فبعض التنظيمات التكفيرية، التى هربت منذ أواخر التسعينيات من ملاحقات الأمن فى الوادى ذهبت للجبل وحين وقعت خلافات داخل تنظيم الجهاد المصري، فى أواخر التسعينيات فر الأشد تطرفا فى التنظيم إلى سيناء أيضا، وكانوا يعرفون فى ذلك الوقت باسم التكفير والجهاد، ووجد تجار سلاح ومهربو بشر ومخدرات ملاذًا آمنًا فى المنطقة ج، وخاصة جبل الحلال، الذى أكلت وأنا أعلي جبل الحلال «دليفرى» بدوى فراخ وفتة تم طلبهاعبر خطوط الأورنج الاسرائيلية ؟

نعم تقابلت مع بعضهم على جبل الحلال،منهم من يتاجر في المخدرات ومنهم من يقوم بتهريب الأفارقة لإسرائيل ومنهم من كان يتاجر في السلاح والمعلومات ،كل شئ مباح وللبيع أعلي جبل الحلال ،فكل المحرمات مباحة وللبيع فوق جبل الحلال.

الموضوع كبير جدًا وليس نهايته أسر مسيحية تم تهديدها ثم سافرت مؤقتا للإسماعيلية، لا الموضوع دول وأجهزة مخابرات وغرف عمليات فى الكهوف وملايين الدولارات وعناصر مخابراتية وإرهابية ووثائق تم ضبطها وتحركت دول ومازالت تتحرك حتى لا يتم فضحهم بعد أن وقع الجبل وتمت السيطرة عليه واصبح في قبضة أولاد الحلال .

    Dr.Radwa
    Egypt Air