قال وزير العمل محمد جبران إن مصر تضع تنمية رأس المال البشري ضمن أولوياتها، ويتضح ذلك في الهدف الرئيسي الثاني لبرنامج عمل الحكومة المعني ببناء الإنسان المصري وتعزيز رفاهيته.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير العمل، اليوم الإثنين، في أعمال الاجتماع الوزاري العاشر لوزراء العمل والتشغيل التابع لمجموعة البريكس المنعقد في سوتشي الروسية، وذلك بدعوة رسمية من انتون كوتياكوف وزير العمل والحماية الاجتماعية الروسية؛ لمناقشة العديد من الملفات المتعلقة بالعمل والإنتاج.
وأكد جبران - في كلمته التي جاءت بعنوان "تطوير نظام توجيه مهني وتعليم فني مدى الحياة"- جهود مصر في ظل القيادة السياسية الحكيمة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن تنفيذ سياسة "التدريب من أجل التشغيل"، داعيًا دول البريكس إلى التعاون المشترك على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف في هذا المجال.
وأضاف أن مصر تتطلع لتكثيف الجهود والتعاون بمجالات العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي بين الدول الأعضاء، وأن مصر تسعى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل مستقبل مستدام نحو بناء الإنسان، وتنمية قدراته وتطوير مهاراته.
وأوضح أن مصر تعمل على برامج الحماية الاجتماعية والتعليم وتمكين الشباب والمرأة والتشغيل والقوى العاملة، بجانب تنفيذ مبادرات لرفع مهارات العمالة المصرية وتعزيز القدرات التنافسية، لافتًا إلى أن البطالة تتراجع في مصر، ويتم مواجهتها بتطوير برامج تعليم وتوجيه وتدريب مهني وربطه باحتياجات سوق العمل في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن التحديات الراهنة تفرض علينا تأسيس نظام توجيه مهني شامل يستجيب للتنوع السكاني والمهارات التي يفرضها سوق العمل، وهو ما تحرص عليه الدولة في مشروعاتها التنموية ومبادراتها.
ولفت إلى أن وزارة العمل تحرص على الارتقاء بخدماتها بميكنة كافة اجراءات استخراج شهادات قياس مستوى المهارة وترخيص مزاولة الحرفة؛ تمهيدًا لإطلاق الخدمة على منصة مصر الرقمية.
وقدم وزير العمل عدة توصيات للعمل المشترك بين الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، حيث أكد ضرورة التعاون المشترك على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف من أجل تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء بمجالات التدريب المختلفة وتأسيس شراكات بمختلف الصناعات والمجالات تضم خبراء وأكاديميين لتقديم المشورة حول المهارات المطلوبة والاتجاهات المستقبلية لسوق العمل، وتحديث المناهج التدريبية مع تنظيم ورش عمل دورية وتدريبات عملية داخل المنشآت الصناعية.
وأوصى بضرورة العمل على تقديم شهادات معترف بها من قبل مجموعة البريكس لتأكيد مهارات خريجين البرامج التدريبية مع ضرورة اعتمادها من الجهات المختصة لضمان جودتها وملاءمتها.
كما أوصى بضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل: الذكاء الاصطناعي في المناهج التدريبية، والمتابعة والتقييم المستمر لتأثير دمج التكنولوجيا الحديثة على نتائج التدريب وتحسين الأداء لتتماشي مع احدث التطورات التكنولوجية، وإعداد نظام توجيه مهني يشمل خدمات التوجيه والإرشاد التربوي المهني من خلال تقديم برامج توعوية حول أهمية التعليم والتدريب التقني.
وأكد ضرورة إنشاء شراكات بين المؤسسات التعليمية والمنشآت الصناعية؛ لتوفير منح دراسية وتدريبية تساعد في تغطية تكاليف التدريب، وإطلاق حملات توعية مجتمعية حول قيمة العمل المهني واثرة في تنمية والنهوض بالمجتمعات.
وأوصى بضرورة استخدام منصات التعليم الإلكتروني لتوفير محتوى تدريبي مرن يتم تحديثه بانتظام، فضلًا عن تشجيع الأفراد على مواصلة التعلم وتحديث مهاراتهم بانتظام من خلال دورات قصيرة أو ورش عمل وتوفير فرص التدريب العملي.
يُذكر أن وزير العمل يشارك في الاجتماع الوزاري العاشر لوزراء العمل والتشغيل التابع لمجموعة البريكس، المنعقد على مدار اليومين، بعدد من المداخلات، ويعد هو الاجتماع الأول لوزراء العمل بعد انضمام (مصر، والإمارات، وإيران، وإثيوبيا) لمجموعة البريكس.